جبل الحُقُب

الحُقُب -بضم الحاء والقاف-: جبل صخري حصين مرتفع، يقع في إحدى الحواف الشمالية لهضبة يافع، وتنحدر شعابه الشمالية انحدارًا ساحقًا باتجاه وادي بني عَلَسي في الشمال الشرقي، ووادي (مَحُوْس) في الشمال الغربي. وتقع تحت القمة مباشرة من هذه الجهة قرية (حُقْبة)، أما جهاته الجنوبية والشرقية والغربية فتطل على هضبة يافع بني مالك، ويمكن رؤية عشرات القرى والأودية الواقعة في هذه الهضبة، وتلتصق بسفح الجبل من هذه الجهات قرى: ( النجد ) (رِيْد) و(جَرْوة) و(صانِب), وتتناثر في قمة الجبل آثار مبانٍ صخرية، منها حصن كبير يقع في القمة الشرقية للجبل، بقيت أساساته ذات الحجارة الضخمة، وبعض جدرانه بعد أن طالتها أيدي العابثين، وتوجد تحت هذا الحصن من جهة الشرق مقبرة أثرية، قبورها إسلامية، وجد بعض الناس في قبورها قبل سنوات رماحًا، ومغافر، وغدَّارات. وتنحدر شمال هذا الحصن طريق مرصوفة بالحجارة تؤدي إلى المسجد الآتي ذكره، وتوجد في عدة مآجل لحفظ مياه الأمطار في جوانب الجبل، ولا يزال مبنى مسجد أثري قائمًا في الجانب الشمالي الشرقي منها، وطراز بنائه يشبه المساجد التي بنيت في العهد القاسمي، مما يشير إلى صحة الروايات التي تذكر أنه كان في القمة حصن عسكري للقاسميين، وربما لمن كان قبلهم من الترك أو غيرهم، ولهذا المسجد تسع قباب مجصصة، ومتجاورة بتصميم هندسي بديع، تربط بينهما أسطوانات حجرية تتفرع عنها عدة عقود (أقواس) تزين صحن المسجد من الداخل، ومساحة المسجد الداخلية في حدود (72) مترًا، وسُمْك المدماك (الجدار) بمقدار متر، وللمسجد محراب صغير، وبابان: جنوبي وغربي، وبجواره عدة غُرَف مطلية بالنُّوْرة، وحوض ماء صغير في الجهة الجنوبية للمسجد، وحوض كبير يسمونه: (هِجْرة) في جهة القبلة. ويطل موقع المسجد على مساحات واسعة من الأرض, ويروى أن قرية كانت في القمة قديمًا، وأن سكانها انتشروا في القرى المجاورة، ولا تزال أساسات البيوت باقية، وجميعها آثار مجهولة التاريخ لكونها لم تخضع لعملية تنقيب علمية, وقد أقيمت في قمة الجبل قبل سنوات خزانات معدنية ضخمة لمياه الشرب، حيث تجتمع فيها المياه المندفعة عبر الأنابيب من وادي (بنا) بعد أن تقطع عدة أودية وتصعد في شعاب (مَحُوْس)، ثم توزع المياه حصصًا منتظمة على قرى كثيرة من مديريتي (لَبْعُوْس) و(المفْلِحي).

صور ملحقة: