آخر الإضافات
الموسوعة اليافعية

وادي رَخَمة(4)

قرى أعلى وادي رَخَمة:

سوق الاثنين:

قرية صغيرة تجاور قرية (دار الوطأ) من الغرب، يسار الصاعد في وادي (رَخَمة). وسبب تسميتها أن سوقًا قديمة كانت تعقد فيها كل اثنين ثم انتهت السوق وبقيت التسمية، وتسمى أيضًا (سوق بن طاهر) نسبة إلى أولاد السلطان طاهر بن محمد بن معوضة العفيفي (عاش في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري) وبعض ذريته يسكنون هذه القرية.

رَكَب بن عفيف:

قرية واسعة تقع يسار الصاعد في أعالي وادي (رَخَمة) بجوار سوق الاثنين من الجهة الجنوبية الغربية؛ يطل عليها من الجنوب جبل (تي الحِسِي) الشامخ، وتنحدر منه مسيلة ضخمة تنتهي إلى الوادي أسفل قرية الركب، تسمى (سيلة الركب)، وتجاور القرية من الغرب قرية (القُرْحة)، وعلى مقربة منها إلى الشمال قرية (الكَور)، وتنسب القرية إلى أهل ابن عفيف ساكنيها منذ قرون- والمشهور: أنها الموطن الأول لهم قبل انتقال جزء منهم إلى القارة- وقرية الركب خمسة سواكن هي:

حبيل بن طاهر: ويقع فوق سوق الاثنين من الجنوب، وفيه موضع يسمونه (دار بن طاهر) نسبة إلى أهل طاهر بن عفيف، ولعل دارًا كانت في هذا الموضع بقي اسمها بعد زوالها، وفي أعلى الحبيل من الجنوب موضع يسمونه (بين الرَّكَبَين) فيه ضريح يسمى المدفون فيه (الشيخ فرج). وقد كان في القرية مسجد أثري هدم مؤخرًا وبني مكانه مسجد حديث.

ساكن أعلى شِعْب الحطَّاب: ويقع فوق (حبيل بن طاهر) من الشرق، وينحدر منه شِعْب صغير إلى الوادي يسمونه شِعْب (الحَطَّاب).   

الحائط: -ينطق (الحيئط) بإمالة الألف إلى الياء- وهو ساكن يجاور أعلى شِعْب (الحَطَّاب) من الغرب، فوق (حبيل بن طاهر) من الجهة الجنوبية الشرقية.

لَكَمة الرَّكَب: تل صغير موقعه أعلى (حَبيل بن طاهر) من الجهة الجنوبية الشرقية، وليس فيه إلا مسكن واحد.

نقيل الرَّكَب: ساكن يقع أعلى (الرَّكَب) في شِعْب صغير يطل على القرية والوادي من الجنوب يسمونه (شِعْب الرَّكَب)، يتخلَّله نقيل (طريق جبلية) يؤدي إلى قمة الشِّعْب الذي يتوسط بين جبل الأصابح شرقًا، ومسيلة (الرَّكَب) غربًا، وفي أعلى النقيل أطلال دار قديمة، يسمونها (دار البُستان).

وساكنو قرية (الرَّكَب) من ذرية السلطان طاهر بن محمد بن معوضة العفيفي؛ وقد سكنها في أواخر العهد القبلي أسرة من أهل بن حَطَبين، انتقلوا من قرية (المَضيق) في مكتب الأَبعوس. وسكن قرية (الرَّكَب) حديثًا في حبيل بن طاهر بعض الأصابح، وبعض الجعاونة وأهل بن أسعد من قبيلة الجَرادمة.

سيلة الرَّكَب:

منحدر جبلي كبير، يبدأ بين أعالي الشِّعاب الغربية لجبل مَوْفَجة والشِّعاب الشرقية لجبل (تي الحسي)، وينحدر شمالًا حتى يصب في وادي (رَخَمة) أسفل قرية الرَّكَب. ويفصل مخرج الشِّعْب بين قريتي (الركب) الواقعة شرقه، و(القرحة) الواقعة غربه. وفي المنحدر شلالات صخرية وعيون ماء، وفي أعاليه موضعان متجاوران أحدهما: (رَنَة)-بفتحتين-والآخر: (نَوْبة العَجْرش) فيهما سكان من بني علاء من الأباقير.

تي الحِسِي:

جبل شامخ، يطل على أعلى وادي (رَخَمة) من الجنوب، وهو امتداد للسلسلة الجبلية التي أشرت إليها عند الكلام على جبل الأصابح، وهو أيضًا متصل بجبل (مَوْفَجة) الواقع جنوب شرق هذا الجبل، ويجاوره من الغرب جبل (البارك)، وشِعاب هذا الجبل شديدة الوعورة، لذا لم يُسكن في الأعصار الأخيرة فيما أعلم وسبب تسميته كثرة عيون الماء في شِعابه وفي (سَيلة الركب) المنحدرة منه، والحِسي جمع حِسوة -بكسر الحاء- ومعناها في اللهجة اليمنية القديمة والحديثة عيون الماء التي تنبع بسبب اختزان الصخور لمياه الأمطار.

القُرْحة:

-بضم فسكون- قرية صغيرة وحديثة تقع غرب قرية (رَكَب بن عَفيف) في السفح الشمالي الشرقي لجبل (البارك) المجاور لجبل (تي الحِسِي) من الغرب، يسار الصاعد في وادي (رَخَمة).

وفي (القُرْحة) أطلال بيوت قديمة تسمى (دَقَّة القُرْحة)، وقد اطلعت على هذه التسمية في إحدى وثائق (بني علاء) مؤرخة سنة (1185هـ)، مما يدل على أن هذه الأطلال كانت عامرة قبل التاريخ المذكور بزمن طويل!، لأنهم لا يسمون بـ(الدَّقَّة) إلا الأماكن الخربة و(القُرْحة) و(الكَوْر) أول قرى الأباقير من جهة وادي (رَخَمة)، وقد كانت قرية (الكَوْر) هي أول القرى الباقرية قبل نشوء هذه القرية حديثًا يسكن في (القُرْحة): بيوت من البوبكري والدَّعَّاسي وبني علاء من الأباقير.

الكَوْر:

-بفتح فسكون- قرية قديمة، تقع فوق تل منيع مطل على وادي (رَخَمة) في الجهة اليمنى للصاعد، وتجاورها قرية (القُرْحة) من الجهة الجنوبية. بينما تبدأ شمال قرية (الكور) وغربها حدود خميس المُحَرَّمي من مكتب (يَهَر)، لذا كان (الكور) طارفة لمكتب كَلَد عمومًا والأباقير خصوصًا مع مكتب يَهَر. وتجاور (الكَوْر) من جهة خميس (المُحَرَّمي) قرى (صَرادح) و(قرية بن صَلاح) وقد سمي (الكَوْر) بهذا الاسم لأنه رأس الأباقير وبدايتها، والكور هو الرأس في لهجة أهل اليمن إلى اليوم، وقد كان يقال في تحديد الأباقير: (من الكَور إلى الذَّنَبة)، و(الذَّنَبة) تقع في وادي (خِيْرة) العليا جنوب غرب جبل الصحراء. فجعلوا الحدَّين بمعنى الرأس والذنب، مما يدل على سعة الحدود القبلية لقبيلة الأباقير وجميع ساكني (الكَوْر) من (أهل بن حَوْتَب العلائي). ومن هذه القرية الشاعر الشَّعبي (صالح بن أحمد بن حوتب.

الحُقَيل:

-تصغير الحقل- موضع يجاور قرية (القُرْحة) من الجهة الغربية، في السفح الشمالي لجبل (البارك)، يسار الصاعد في الوادي، تفصل بينه وبين (القُرْحة) هضبة صغيرة تسمى (الحَبيل الأبيض) لأنها مكسوة بحجارة جيرية بيضاء وفي الموضع دار قديمة تسمى (دار بن وُحَيد) لبعض أهل البارك، وقد سكن حديثًا في الموضع بيوت من بني علاء، ومن أهل الدَّعَّاسي.

رَبْعَة:

-بفتحتين بينهما سكون- موضع يجاور قرية (الكَوْر) من الغرب، يقع يمين الصاعد في وادي (رَخَمة)، عند مخرج وادي (مَذْبَلة)، وإلى الغرب من هذا الموضع يقع (الحُقَيْل) ويفصل مجرى الوادي بينهما.

وتطل على الموضع من الشمال تل صغير يسمى (بيت بن عَوْبَلي) نسبة إلى بيت بن عَوْبَلي ساكنيها القدامى الذين هم لا يزالون فيها إلى الآن. ويسكن (ربعة) -حاليًا- بيوت من الأباقير، وبعض أهل محرَّم وأهل العُمَري من مكتب يَهَر ولما كان مجرى وادي (مَذْبَلة) يهريًا في أغلبه، فقد أخرت الكلام عنه إلى محله من الجزء الخاص بمكتب يَهَر، حيث تنتهي حدود مكتب كَلَد عند رؤوس جبال (مَذْبَلة) الغربية.

جبال مَذْبَلة:

-بفتحتين بينهما سكون- سلسلة جبلية صغيرة تمتد بمحاذاة الجانب الأيمن للصاعد في أعالي (رَخَمة)، ويدخل بعضها في نطاق أسفل وادي (سَرَف) -الآتي ذكره- تفصل هذه السلسلة بين وادي (رَخَمة) ووادي (سَرَف) من جانبٍ، ووادي (مَذْبَلة) من الجانب الآخر وأول هذه السلسلة -بدءًا من أسفل (مَذْبَلة): جبل بيت بن حَرَاشي وفي قمته ساكن أهل بن حَرَاشي الأحمدي وسنتطرق إليه بعد قليل، يليه جبل (الخُسْمَعة)، يليه جبل (العِضْرابي)، فرهوة الحائِط (الحيئط)، فجبل (الخِرْبِزة) -بكسرتين بينهما سكون- وهي منتهى حدود كَلَد مع اليهري، ويفصل هذا الجبل بين وادي (مَذْبَلة) وأسفل وادي (سَرَف)، ويتصل بها جبل (ذي الرَّمِد) -(ينطق: ذِرِّمِد)- وشِعْب (عُثْمان) وهو بداية خميس العُمَري من مكتب يَهَر.

بيت بن حَرَاشي:

ساكن قديم، يقع غرب قرية (الكَوْر) فوق قمة حصينة تحيط بها المنحدرات الصخرية من جميع الاتجاهات، ولا ينفذ إليها إلا من طريقين ضيقتين مرصوفتين بين الصخور. وقد كان فيها مسجد صغير  بني سنة (851ه) حسب وثيقة البناء التي اطلعت عليها، وقد احتوت هذه الوثيقة على دلالات تاريخية مهمة سنذكرها كشاهد في مواضعها. وقد هُدم هذا المسجد للأسف، في صيف عام 1430هـ/2009م، بذريعة بناء مسجد جديد مكانه، وقد عثر داخله على قبر جماعي يضم رفات ثلاثة أشخاص مقبورين معًا بوضع يدل على أنهم قتلى معركة!، والعجيب أن الهياكل العظمية ما زالت باقية ولم تتآكل رغم مرور قرابة ستة قرون على الدفن ويسكن بيت بن حَرَاشي: بيت أهل بن حراشي الأحمدي، وعدادهم الآن من الأباقير. وقد تقدم الحديث عنهم في الفصل الأول ويبقى أن أشير هنا إلى أن أسفل وادي (مَذْبَلة) كان حدًّا بين كَلَد وأهل أحمد قبل سنة (858هـ)، كما تشير إليه وثيقة حدود أهل أحمد التي بحوزة (أهل مَشُوْش) في القمعة من خميس العُمري بمكتب يَهَر.

الأَعْطِن:

-وتنطق (لَعْطِن)- موضع غير مأهول، يقع في أعلى وادي (رَخَمة) عند مخرج وادي (دُقَار)، في السفح الشرقي لجبل الصحراء. كانت فيه مقبرة تاريخية يقال: إن دفناها من ضحايا حرب كَلَد وأهل أحمد في القرن التاسع الهجري، وقد نبشت معظم المقبرة قبل سنوات قليلة عند بناء المدرسة الثانوية، ووجد الناس قبورًا جماعية متداخلة، وبقايا أسلحة مع رفات الموتى استحالت ترابًا عند لمسها وفي (الأعطن) تتفرع الطريق إلى ثلاثة فروع: الأولى: تتجه جنوبًا إلى دُقَار وسَخاعة والثانية: تتجه شمالًا إلى وادي (سَرَف) والثالثة: تتجه غربًا إلى جبل الصحراء وسيأتي الكلام عنها بعد أن يستوفى الكلام عن روافد وادي (رَخَمة) وهي:

وادي سَلْحة، ووادي ظِبْئة،ووادي مَقْبَل.

ثم نذكر وادي (دُقَار)، وهو من الروافد وننفذ منه إلى جهة (سَخَاعة)، ثم نعود إلى وادي (سَرَف) وهو من الروافد أيضًا، ثم ندخل جهة جبل الصحراء وبقية مكتب كَلَد، وبالله التوفيق