آخر الإضافات
الموسوعة اليافعية

جبل الصَّحْراء(1)

جبل الصَّحْراء([1])

جبل ضخم واسع الجوانب، يقع غرب جبل (مَوْفَجة)، وتفصل بينهما (رَهْوة الأباقير)، وقمة (قامر)، و(قَوْد مَعْبَرين).

يمتد الجبل امتدادًا أفقيًا من أعلى وادي (رَخَمة) شرقًا، إلى أعالي وادي (وَلَخ) غربًا، ومن وادي (العِقاب) شمالًا إلى واديي (الرِّدْع)، و(مَحْلَى) جنوبًا، ويمكن رؤيته معترضًا في الأفق الجنوبي لبلاد يافع من قمم الجبال.

وصخور الجبل غالبها حمراء متحولة، لذا يُرى الجبل من بعيد ذا لون أحمر داكن. وتربة الجبل خصبة مما دفع القدماء إلى بناء المدرجات الزراعية في قمم الجبل ومعظم جوانبه باستثناء بعض الأماكن الشديدة الوعورة. وقد أُستغلت هذه المدرجات في زراعة الحبوب من ذرة ودخن في الغالب، وقد كان يُزرع في بعضها عدة أنواع من الفواكه قبل موجة الجفاف التي ضربت البلاد في السنوات الأخيرة.

أما قمم الجبل فهي هضبية في الغالب، وهي قمتان رئيستان: (الصحراء)، و(دَقَّة ثَمَر)، وأعلاهما قمة (الصحراء)، في الجانب الشرقي من الجبل، وقد نشأت في بعض هذه القمم قُرىً قديمة اندثرت ولم تبق إلا أطلالها، ومعظم هذه القمم أراضٍ زراعية.

وتتوزع على جوانب جبل الصحراء عدة قرىً تقطنها بطون قبيلة (الأباقير) الكَلَدية، ففي الجانب الشرقي: وادي (دُقَار) وقرية (قَوْد الرُّمَاعي) و(جائزة أهل سليم)، وقد سبق الكلام عنها، وفي الجوانب الشمالية والشمالية الغربية من بطن الجبل قُرى: (رَهْوة السوق) و(ثَعْلَبة)، و(دار القَرْن) و(الصُّلابة) و(الحُرْضي) و(المِعْيان)، وفي الجانب الغربي: (بَرْكان) و(رَهْوة سَنام) و(ذِراع سَنام)، و(ساكن بن السَّيلة) و(قَوْد باسَلالة)، و(المَرْبض)، و(اللَّكَمة)، و(رَهْوة العَسيمي)، و(المِلْحة)، وفي الجهة الجنوبية الغربية: (أعلى مَحْلَى)، و(المُرْوي)، و(الزَّمْعَر)، و(اللَّكَمة الصفراء)، وفي الجهة الجنوبية: (الغُرَيْر)، و(قَوْد عُفَيرة)، و(المَدْرَج).

وفي سفوح الجبل الشمالية: قرى وادي (العِقاب)، وفي السفوح الغربية: قرى أعلى وادي (وَلَخ)، وفي السفوح الجنوبية: قرى وادي (الرِّدْع).

وفي الجبل سلسلة من العيون العذبة في بطون الشِّعاب ومما يميزها عدم انقطاع مائها طوال العام.

قرى جبل الصحراء:

 سبق الكلام عن المواضع والقرى الشرقية والجنوبية، والجنوبية الغربية في عدة مواضع([2]).     

أما المواضع والقرى الشمالية الشرقية والشمالية والغربية، وأولها من جهة أعلى وادي (رَخَمة):

المَحْجَر:

منحدر جبلي، يمتد من قمة رَهْوة السوق إلى أسفل وادي (سَرَف)، في بطن جبل (الشَرَزَة). يقع بجوار (الأعطن) من الشمال الغربي، وهذا الموضع الآن هو مدخل قرى جبل الصحراء والعقاب من جهة وادي (رَخَمة) ومنه تمر طريق المواصلات.

خِرْبة الصُّهيبي:

موضع يقع فوق ربوة صغيرة تحت (رَهْوة السوق) و(التَّلِيْعة) من الجهة الشرقية، وتطل هذه الخربة على (الأعطن) وأعلى وادي (رَخَمة).

وهذه الخربة كان فيها ساكن أهل (الصُّهيبي)، وهم بيت من بيوت (البوبكري) من الأباقير، وقد انقطع عقبهم، وعاش آخرهم في أواسط القرن الرابع عشر الهجري والكلام عنهم في الفصل الخاص بالتقسيم القبلي.

وقد بقي حصنهم المسمى (دار الصهيبي) قائمًا بهذا الموضع يسكنه بعض أهل الحاج وأهل محفوظ من البوبكري، حتى هدم سنة (1416هـ).

رَهْوة سوق الجمعة([3]):

فج جبلي يتوسط بين جبل (الشَّرَزة) المجاور من الجهة الشمالية، وجبل (الصحراء) المجاور من الجهة الجنوبية، ويربط بين واديي (رَخَمة) المنحدر إلى الجهة الشرقية و(العِقاب) المنحدر إلى الجهة الغربية.

وبسبب الموقع الجغرافي لهذه الرهوة أقام الأولون فيها سوقًا عرفت بسوق (الجمعة) لأنها كانت تقام يوم الجمعة. والذي تناقلته الروايات عبر الأجيال أن هذه السوق كانت مشتركة بين قبائل (كَلَد)، الذين تبدأ حدودهم منه، (وأهل أحمد) الذين تنتهي حدودهم قرب الرهوة من الجهة الشمالية الغربية في جبل (الشُّقَّافي)، و(قَوْد الرَّبابة)، و(قَرْن وَلَخ)، كما تدل عليه وثيقة مؤرخة سنة (840ه)([4]). وتتناقل الأجيال أخبار حروب دامية اشتعلت بين القبائل في هذا الموضع([5])، وكانت هذه الحروب سببًا لتعطل السوق مرارًا، وآخر مرة جرى فيها إحياء السوق كانت في جمادى الآخرة سنة (1248هـ) -حسب وثيقة اطلعت عليها- عندما اتفقت بيوت خميس الباقري على تكليف (جبران بن محفوظ البوبكري) بصلاح السوق والقيام عليها وشرطوا شروطًا وفرضوا عقوبات على أي اعتداء يحصل فيها. وقد تعطلت السوق بعد هذا التاريخ، وبعد الاستقلال أقيمت فيها بعض الدكاكين ومدرسة ابتدائية وبني مسجد جامع في السنوات الأخيرة، مما جعل الموضع مركزًا لقرى أباقير الجبل.

ويسكن في (رَهْوة السوق): أهل بن عبدالملك البوبكري، وبيت من أهل (بن دَكْدَك) الذَّوَّادي السعدي انتقلوا حديثًا من (جبل السعدي)، وبيت بن عاطف قاسم الفقيه.

 

وفي رَهْوة السوق تتفرع الطريق إلى أربعة فروع:

إحداها: تؤدي إلى الجهة الشمالية، وتؤدي إلى جبل (الشَّرَزة) وقمم (لَكَمة بن عبدالملك) و(الفُقْر) والشِّعاب التي تليها.

والثانية: تؤدي إلى الجهة الجنوبية، وتؤدي إلى قرى (العُقْلة) و(ثَعْلَبة) و(الصحراء).

والثالثة: تؤدي إلى الجهة الجنوبية الغربية، وتؤدي إلى قرى جبل الصحراء: (دار القَرْن)، و(الصُّلابة)، و(الحُرْضي)، و(المِعْيان)، و(بَرْكان)، و(سَنَام)، وقرية أهل السيلة، و(قَوْد باسلالة)، و(المَرْبَض)، و(اللَّكَمة)، و(رَهْوة العَسيْمي).

والرابعة: تؤدي إلى الجهة الغربية، وتؤدي إلى وادي (العِقاب)، و(المخاشِن)، ووادي (وَلَخ).


[1]) يبلغ ارتفاع أعلى قمة فيه -وهي القمة الشرقية المعروفة بالصحراء- (1998) مترًا عن سطح البحر.

[2]) وهي: وادي (دُقَار) و(قَوْد الرماعي) و(جائزة أهل سليم) من الشرق، و(أعلى مَحْلَى) من الجنوب الغربي، و(الغُرَيْر)، و(قَوْد عفيرة)، و(المَدْرَج) من الجنوب، وسنتكلم على سواكن (المروي) و(الزمعر) و(اللكمة الصفراء) عند الكلام على وادي (وَلَخ) لأنها إليه أقرب، وهي معدودة منه.

[3]) تقع على ارتفاع (1710) أمتار عن سطح البحر.

[4]) اطلعت على صورة وثيقة -أشرت إليهما سابقًا- حصلت عليها من (أهل مشوش) في مكتب (يَهَر) مؤرخة سنة (840هـ) تتعلق بحدود قبيلة (أهل أحمد) وتحالفهم مع أهل (مشوش)، وقد ورد في حدودهم ذكر هذه المواضع.

[5]) يحكى أن الحرب التي اشتعل أوارها بين (كَلَد) و(أهل أحمد) بدأت في هذه السوق وأن القتلى في ذلك اليوم بلغوا أربعمائة، وأن الحرب توسعت لتشمل حدود أهل أحمد في جهة (رَخَمة)، التي تمتد إلى أسفل وادي (مَقْبَل)، وأسفل وادي (مَذْبَلة). ولعل هذا يفسر انتشار المقابر القديمة في رَهْوة السوق وفي (الأعطن) قرب الرهوة، وفي مواضع أخرى. ويروى أيضًا أن الحرب التي اشتعلت بين (أهل سَلَّام) وبقية (كَلَد) بدأت في هذه السوق أيضًا.