آخر الإضافات
الموسوعة اليافعية

وادي نَمَكة

(نَمَكة) –بفتح النون والميم– شِعابٌ كبيرة واسعة، ومسيلات ماء، تقع بين أودية (ثَنْهة) و(كِلْسَام) و(خِيْرة) العليا و(بنا)، تجتمع سيولها في واد كبير، ينحدر جنوبًا ويصب في وادي (بنا) ولم تكن مسكونة إلى عهد قريب بل كانت مراعيَ للبدو الرحَّل من أهل يوسف. وبعض البدو اليوم قد استوطنوها وبنوا فيها مساكن قليلة وإن كانت حياة الارتحال بحثًا عن الماء والمرعى ما زالت ملازمةً لهم وأهل يوسف في نَمَكة: من (أهل نُقَيص)، ومن أهل (أنعم)، ومن أهل (شَيبان)، وغالب أهل شيبان هنا من أهل (غَصَّان). وأهل (أنعم) و(أهل شيبان) أكثر وجودهم في شِعْب (الصَّارَة) أكبر شِعاب (نَمَكة).

شِعاب وادي نَمَكة:

إذا صعدنا في (نَمَكة) فأول الشِّعاب هو (خَزْرَة) وينحدر من الجبال المشرفة على وادي (ثَنْهة) ومخرجه إلى (نَمَكة) يمين الصاعد في الوادي ويليه شِعْب (هَجَر)، وهو أيضًا ينحدر من الجهات الجنوبية الشرقية – من جهة جبال وادي ثَنْهة – ومخرجه في الوادي يمين الصاعد أيضًا ويليه شِعْب (رَحْقَان)، وينحدر كسابقه من قمم الجبال المشرفة على ثَنْهة، ومخرجه يمين الصاعد في وادي نَمَكة.

ويليه شِعْب (مَنَاظِر)، وينحدر من قمم الجبال الشمالية الغربية المشرفة على وادي (خِيْرة العليا) ومخرجه في الوادي يسار الصاعد ويليه شِعْب (زَلَال) – بفتح الزاي واللام – وينحدر من قمم الجبال الشرقية المشرفة على أسفل (كِلْسَام)، ومخرجه في الوادي يمين الصاعد ويليه شِعْب (مَعْرَبَة)، وينحدر من قمة شِعْب الأملل-ينطق (لمَلَل)-، فما كان منحدرًا باتجاه (خِيْرة) العليا فهو (الأملل)، وما كان منحدرًا باتجاه (نَمَكة) فهو (مَعْرَبَة) ويليه شِعْب (الصَّارة)، وهو أكبر شِعاب (نَمَكة)، وهو يفرع من جهاته الشرقية إلى وادي (كِلْسَام) ومن جهاته الغربية إلى شِعْب (الأملل) المنحدر إلى وادي (ضِيْق الحَطَب)، ومن جهاته الشمالية إلى وادي (سُطْحان) المنحدر إلى وادي (خِيْرة العليا) وفي (الصَّارة) موضع أثري قديم، ففي أحد جوانب الشِّعْب توجد قمة جبلية حصينة تسمى (صَمَع) فيها أطلال بيوت، وبأسفل القمة موضع يسمى (النَّاب)، ولا نستطيع أن نحدد تاريخ هذا الموضع الأثري، إذ لا يوجد ما يمكن الاعتماد عليه علميًا، ولم تخضع مثل هذه الأماكن للتنقيب، ولعلها إحدى القلاع العسكرية التي تعود إلى عهد (مملكة حمير) نظرًا لقُرب هذه الشِّعاب من وادي (بنا)، أو لعلها تعود إلى زمن (علي بن الفضل القرمطي) نظرًا لقرب هذه المنطقة من أَبْيَن.