(مَقْبَل) -بفتحتين بينهما سكون- وادٍ واسع الجوانب، تحيط به الجبال، يجاور وادي (سَلْحة) من الجهتين الغربية والشمالية الغربية، وهو أطول وأوسع من وادي (سَلْحة) تبدأ انحدارات الوادي من قمة (رَهْوة ثمر) وجبل بن قُمَاطة، وينحدر جنوبًا حتى يصب في وادي (رَخَمة) جنوب تل (المحفد الكبير) تحيط بالوادي سلاسل جبلية من ثلاث جهات، فمن الشرق: يطل على الوادي جبل (الشَّهَث)، وفي أقدامه جبلا (الحَمراء) و(حصن علي) ووادي (سَلْحة)، ومن الشمال: تطل عليه شِعاب جبل بن قُمَاطة، وأهم هذه الشِّعاب: (ثَمَر) و(الضَّوْكَع) و(المُسَنَّد) و(سَخَا)، ومن الغرب: تطل عليه شِعاب جبل (مُحَرَّم)، وأكبرها: (السَّوائل) و(عِمْران) وشَراطِح. وتتناثر في الوادي عدة تلال هي: (قَشْوان) و(الحَدِيدة) و(قَرْن السَّعيدي) و(حَبيل مَقْبَل) والوادي آهل بالسكان، عامر بالمباني، وأراضيه مستغلة بالزراعة، وقد انتقل إليه كثير من سكان الجبال المجاورة وينقسم الوادي قسمين: قسم كَلَدي، وقسم يَهَري مُحَرَّمي. وقد كان الوادي قديمًا من أراضي قبيلة (أهل أحمد) البائدة، وما زالت مقبرتهم باقية في (الرَّحَبة) بأسفل (حبيل مَقْبَل). وقد استولت (كَلَد) على الوادي في القرن التاسع الهجري عقب الحرب الشهيرة، أما تملُّك (أهل محرَّم) لأعالي الوادي فقد كان متأخرًا بشراء أراضٍ أو ديات قتلى في الحروب القبلية التي ما فتئت تنشب بين الطرفين حتى أواخر العهد القبلي وساكنو الوادي من (كَلَد): أهل السَّعيدي، وأهل سالم، وأهل ناصر عمر بن قُمَاطة، وسكن معهم حديثًا بعض أهل عبدالهادي النَّسري الجَلَّادي، وبيت الباقري الذي سنشير إليه عند الكلام على (المَطْلَع) أما القبائل المُحَرَّمية اليهرية في الوادي فهي: أهل بن عامر، وأهل صالح بن علي بن الدِّرْنة أصحاب قرية (القَطاط) غربي جبل مُحَرِّم، وبيوت أخرى انتقلت إلى الوادي حديثًا سيأتي ذكرها.
قرى الوادي وسواكنه بدءًا من أسفله بترتيب الصعود:
أسفل مَقْبَل:
مجرىً ضيق، يقع بين تلال (المحافد) من الشرق (يمين الصاعد) وتل (خُلالة) من الغرب (يسار الصاعد)، وينتهي هذا المضيق إلى مصب الوادي في وادي (رَخَمة) قرب ساكن (النُّقْطة).
خُلالة:
-بضم الخاء بعدها لام مخففة- وادٍ صغير ينحدر من تل في أعلاه، ويصب في أسفل وادي (مَقْبَل). فيه جِرَب (أراضٍ زراعية كبيرة). وفيه تتفرع الطريق إلى فرعين: إحداهما: تتجه غربًا إلى قرى (صَرَادِح) و(قرية بن صَلاح) القريبة من هذا الموضع، وهي من خميس المحرمي اليَهَري، وسيأتي الكلام عنها في جزء قادم. والثانية: تتجه شمالًا عبر مجرى وادي (مَقْبَل)، وهي المؤدية إلى قرى الوادي.
الحَرَضة والقُسَّاري ودقَّة عُمَيْرة:
ثلاثة مواضع متجاورة في الجهة اليمنى للصاعد أسفل الوادي. فأما (الحَرَضة) -بفتح الحاء والراء-فهي تل صغير، ومعناها في اللهجة الدارجة: الحجارة الجيرية الرخوة، وقد كان يستخرج منه الجير (النورة) لطلاء الجدران ويجاورها الموضعان الآخران من الجهة الشمالية الشرقية، ويطل جبل (عزَّة) على هذه المواضع الثلاثة من الشمال الشرقي وفي المواضع المذكورة بيوت سكنت حديثًا من أهل عبدالهادي النسري الجَلَّادي، ومن أهل جابر بن عوض بن أحمد البدوي المحرَّمي اليهري أصحاب قرية (شَرْطَحة) في جبل (مُحرَّم).
المُكْمِدة:
-بضم فسكون فكسر- ساكن صغير حديث، يقع يسار الصاعد في الوادي في الجهة الغربية. يسكنه: أهل السَّعيدي، وأهل معوضة عبدالله بن الدِّرْنة المحرَّمي أصحاب قرية (الظَّفِر) الواقعة جنوب جبل (محرم).
إِشْراقة:
موضع يقع فوق (المُكْمِدة) مباشرة، يطل عليه جبل صغير في أعلاه قرية (الشعراء)، وقد سكن هذا الموضع حديثًا من بعض أهل السعيدي أصحاب قرية الشَّعْراء.
الشَّعْراء:
-بفتح فسكون- قرية قديمة تقع في قمة جبل صغير، تطل على أسفل وادي (مَقْبَل) غرب جبل (عَزَّة)، يسار الصاعد في الوادي. يسكنها أهل السَّعيدي وفي (الشَّعْراء) ضريح منسوب للشيخ (حسن)، وتاريخ هذا الشيخ غير معروف، وقد كان الناس يعظمونه كغيره من أصحاب القباب والأضرحة في عصور الجهالة!. والمشهور من الروايات أن صاحب الضريح المسمى (بن حسن) في جبل (الشَّهَث) شرق وادي (مَقْبَل) هو ابن الشيخ حسن المقبور في قرية (الشَّعْراء).
قَشْوان:
-بفتح فسكون- تل صغير يقع في السفح الغربي لجبلي (الحَمْراء) و(حصن علي)، وفي قمتها ساكن قديم لأهل سالم ما زالوا يسكنونهوفي الجانب الغربي للتل بقايا نفق يمتد تحت الأرض مسافة (60) مترًا تقريبًا، يسمى نفق (القَشَّائين)، نسبة إلى طائفة من الصُنَّاع كانوا يعملون في الصناعات الخزفية ونحت الصخور؛ حيث كانوا يحوِّلون هذه الصخور إلى أوانٍ منزلية ومطاحن ونحوها، وهذا النفق كان منجمًا يستخرجون منه صخور (الحرض) المادة الخام لصناعتهم، وقد شاهدت آثار أحجار منحوتة على هيئة الرَّحى (المطحن)، ولا يعلم أحد اليوم متى كان وجود القَشَّائين في هذا الموضع، وقد كان سكنى أهل سالم لهذا الموضع في أزمنة لاحقة، وقد سمي الجبل بـ(قَشْوان) نسبة إليهم.
حصن علي:
جبل صغير يقع في الجانب الشرقي لوادي (مَقْبَل)، ويتوسط بين واديي (مَقْبَل) و(سَلْحة)، يجاوره من الجنوب جبل (حَيْد عزة) السابق ذكرها في (سَلْحة) ساكنوه: من أهل سالم.
الحمراء:
جبل صغير، يجاور (حِصْن علي) من الشمال، يمين الصاعد في وادي (مَقْبَل)، في قمته ساكن صغير لبعض أهل السَّعيدي، انتقلوا إليه قديمًا من التل المجاور (قرن السعيدي).
المَطْلع:
ساكن صغير، يجاور (الحَمْراء) من الشمال الشرقي، أسفل شِعْب (الواحِجة) المنحدر من قمة جبل (الشَّهَث)، ثم ينحدر من (المَطْلع) شِعْب يسمونه (سَيْلان) يمر بمحاذاة السفح الغربي لجبال (الحمراء) و(حصن علي)، ويصب في وادي (مَقْبَل) أسفل تل (قَشْوان). وشِعْب (سَيْلان) هو الفاصل بين جبلي (الحمراء) و(حصن علي) الواقعين شرقه، وتلال (قَرْن السَّعيدي) و(الحَديدة) الواقعين إلى الغرب والشمال الغربي منه. وإلى (سَيْلان) تنحدر الشِّعاب الشمالية لوادي (مَقْبَل)، وهي: (ثَمَر) و(الضَّوْكَع) يسكن المطلع: السادة أهل أحمد بن عمر أصحاب (سَلْحة)، وبيت الباقري، وهو بيت من أهل بن سَلَّام في جبل الصحراء ويليها سواكن: (مَعْرَة)، و(رَهْوة الشَّعْراء)، و(تي الهَبَا)، و(لَكَمة الرَّحَبة)، و(حبيل مَقْبَل)، وهي تتبع خميس المحرَّمي بمكتب يهر، وسنذكرها في الجزء الثالث من هذا الكتاب.
أعلى وادي مَقْبَل:
يتفرع أعلى وادي (مَقْبَل) إلى فرعين:الأول: يقع يمين الصاعد في الوادي، ويبدأ انحداره من شِعاب (رَهْوة ثمر) و(الضَّوْكع) في الجهة الشمالية للوادي، ثم تجتمع هذه الشِّعاب في مجرى ضيق يسمونه (حُقَال) ويتدفق منه السيل إلى شِعْب (سَيْلان) الآنف ذكره والثاني: يقع يسار الصاعد في الوادي، وينحدر من شِعْب (السوائل) تحت (مَعْزَبة بن حُلْموس) شمال غرب الوادي، وجميعه يتبع خميس المحرَّمي قبليًا. وتتفرع الطريق إلى الجانبين عند قرية (حبيل مَقْبَل).
الجانب الشمالي: وفيه مما يلي حبيل (مَقْبَل):
قَرْن السَّعيدي:
تل صغير يجاور قرية (حبيل مَقْبَل) من الجهة الشمالية الشرقية، في موضع بارز من الوادي، فيه ساكن صغير، يسكنه بيت من أهل عُبَيْد السَّعيدي الذين تعود أصولهم إلى شِعْب (حَوْج) في وادي (سَرَار). وقد سكنه حديثًا بعض أهل بن عامر المحرَّمي، وبعض أهل الباقري أصحاب ساكن (المَطْلَع).
لَكَمة الحَديدة:
-بفتح الحاء- تل مرتفع، يقع شرق (قَرْن السَّعيدي)، ويتصل من الشرق بلسان جبلية منحدرة من جبل (الشَّهَث)، وتفصل بينه وبين (قَرْن السعيدي) مسيلة شِعْب (حُقَال) المنحدر من قمم (رَهْوة ثَمَر) و(الضَّوْكَع). يسكنها: أهل بن ناصر عمر بن قُمَاطة.
الضَّوْكَع:
-بفتحتين بينهما سكون- شِعْب كبير، يقع في أعلى وادي (مَقْبَل)، شمال تل (الحَديدة)، ينحدر من الجهة الجنوبية الشرقية لجبل بن قُمَاطة، ويلتقي مع الشِّعْب المنحدر من قمة (رَهْوة ثمر) المطلة على الموضع، وينحدران معًا في مجرىً واحد، يصب في (الحُقَيْل) بين (قَرْن السَّعيدي) و(لَكَمة الحَديدة)، ثم ينحدر إلى (سَيْلان) فوادي (مَقْبَل) وفي (الضَّوْكَع) موضعان مسكونان: الأول: يسمى (لَكَمة الطَّويل) سكنه حديثًا بعض أهل ناصر بن عمر بن قُمَاطة، والآخر يسكنه أهل القُزْقُزي، وهم قدامى في هذا الموضع وتجاور هذا الموضع سواكن: (المدوَّرة)، و(القُرَّاعي)، وهي تتبع خميس المحرَّمي بمكتب يهر، وسيأتي ذكرها هناك.
الجانب الشمالي الغربي: وجميعه يتبع قبليًا خميس المحرمي من مكتب يَهَر، وفيه سواكن: (أَصْلاب السُّقَاء)، وأسفل (عِمْران)، و(الخَشْعة)، و(عِمْران)، و(النَّوْبة)، و(السوائل)، وسيأتي ذكر هذه الأماكن في الجزء الخاص بمكتب يهر.