(شَقَصة) –بفتح الشين والقاف- وادٍ ضيق عميق ذو تضاريس وعرة، يفصل بين جبل (مَوْفَجة) جنوبًا وجبل (قُسْبي) شمالًا، وتحيط بالوادي شِعاب صخرية عالية شديدة الوعورة تتخللها مدافع السيل المنحدرة من الجبلين المطلين على الوادي ووادي (شَقَصة) له تاريخ مجهول، تدل عليه الآثار والمدافن والأطلال المنتشرة في بعض الشِّعاب والجبال المجاورة، وأكثرها يعود لأهل (البَحْبَح) الذين انقطع عقب أكثرهم في مطلع القرن الثالث عشر الهجري، وبعضها يعود لأقوام آخرين عفا الزمان عليهم ولم يبقَ ما يذكِّر بهم إلا أطلال دارسة ولا سيما أطلال جبل (قُسبي) التي سنصعد إليها من (دَوْرَمة) عند الكلام عن وادي (رَخَمة).
شِعاب وادي شَقَصة وقراه:
غَيْل شَقَصة:
موضع ضيق منحدر قليلًا يقع بأسفل وادي (شَقَصة) ويصب في وادي (المِضْمار)، فيه غيول (عيون ماء جارية)، وبئر قديمة تعود إلى زمن أهل البَحْبَح تطل على هذا الموضع قرية صغيرة في الجهة اليمنى للصاعد تجاور مخرج شِعْب (المَغْوَن) اسمها قرية (الغَيْل)، يسكنها أهل العامري منذ قرون، وهم من بيوت أهل الحاج سعيد. وقد سكن فيها حديثًا بعض أهل المعوضهي الجَلَّادي أصحاب (جَرَادة) في جبل (مَوْفَجة).
الخَضْراء:
قرية صغيرة حديثة، مساكنها متناثرة في الشِّعْب المطل على (غيل شَقَصة) من الجهة الجنوبية، يسار الصاعد في الوادي، وساكنوها بيوت من الجَلَّادي (من أهل نسر وأهل السميطي وأهل مخيَّر)، نزلوا من جبل (مَوْفَجة)، وبعض أهل الحَرْبي، نزلوا من أعلى وادي (شَقَصة).
المَجْرور الأسفل:
ساكن صغير، يقع بأسفل شِعْب (المجرور) المنحدر من شمال غرب جبل (غُرَّاب)، سكنه قديمًا (أهل البحبح) فكان يسمى قديمًا: ساكن (البَحْبَح) كما يُروى. وقد بقيت أطلال (حصن البَحْبَح) قائمة حتى أزالها بعض (أهل المَقْفَلي) بعد الاستقلال في أواخر القرن الرابع عشر الهجري وقد كان الحصن عظيمًا له أربعة طوابق بابه مرتفع لا ينفذ إليه إلا بالسلالم وفي سطحه بركة ماء، وبجوار موضع الدار أطلال مسجد صغير ومدافن (مخازن) حبوب ومَعْصَرة جِلْجِل (سمسم)، وقبور مجصصة وصوامع حراسة، وهي جديرة بالبحث والتنقيب لاستنطاقها عن ماضيها يسكنها الآن: أهل المقفلي، نزلوا من قرية (المجرور الأعلى) في الشِّعاب الغربية لجبل (غُرَّاب).
الجِشْم:
- بكسر فسكون-ويسمى أيضاَ (أسفل الهُقَاق)؛ ساكن نشأ حديثًا في الجانب الأيسر للصاعد في الوادي. وساكنوه: أهل بن هيثم المعوضهي، وأهل مخيَّر، وأهل بن شَمْلان أصحاب قرية (القُفْل). وجميعهم نزلوا من جبل (مَوْفَجة).
وسط شَقَصة:
قرية قديمة، تقع في بطن الشِّعْب المطل على منتصف الوادي في الجهة اليسرى للصاعد، وساكنوها أهل مخَيَّر من الجَلَّادي، وقد لحق بهم حديثًا بعض أبناء عمومتهم النازلين من قرية (الحاجب) في جبل (مَوْفَجة)، وسكن معهم حديثًا بعض أهل الحَرْبي الذين نزلوا من أعلى (شَقَصة)، وأهل الفقيه العَوَّادي.
قرية عَيْشة:
-بفتح العين وسكون الياء-قرية صغيرة، تقع في بطن شِعْب (عَيْشة) المنحدر شمال غرب قرية (الحاجب) من جبل (مَوْفَجة)، يسار الصاعد في وادي (شَقَصة) وساكنوها من أهل مُخَيَّر الجَلَّادي وهم قدامى في هذا الموضع.
أسفل قَرْوأ:
-بفتح فسكون-ساكن صغير، يقع بأسفل شِعْب (قَرْوأ) تحت قرية (عَيْشة)، يسار الصاعد في الوادي. وساكنوه من أهل عمر الجَلَّادي و(قروأ): شِعْب كبير ينحدر تحت قرية (جَرَادة) شمال غرب جبل (مَوْفَجة) إلى أعلى وادي شَقَصة.
المُحَرَّق:
-بضم الميم وفتح الحاء والراء المشددة- قرية صغيرة، تقع بأسفل لسان جبلية منحدرة شمال غرب قرية (جَرَادة) على امتداد شِعْب (قروأ). ويخرج الشِّعْب أسفل قرية (المُحَرَّق) يسكنها: أهل بن غرامة الهويدي، وأهل الحَرْبي.
العُقْلَة:
-بضم فسكون- قرية صغيرة، تقع فوق قرية (المُحَرَّق) من الجنوب في بطن شِعْب (قَرْوأ) قبل مخرجه. وساكنوها: بيت أهل بن غرامة الهويدي وفي القرية بئر مشهورة تسمى: (الزَّاحِمة) لا ينضب ماؤها في مواسم الجفاف، ويرتادها أهل الجبال والوديان المجاورة في تلك المواسم حين ينعدم الماء من مصادره الأخرى.
أسفل عَصْوَر:
-بفتحتين بينهما سكون- قرية صغيرة، تقع فوق العقلة من الغرب، أسفل شِعْب (عصور) المنحدر شمال غرب (عَمْران) من جبل (مَوْفَجة) وساكنوها: أهل عَيَّاش بن سليمان الوَحَدي السنيدي، وبيوت من الجرادمة (الجعوني، وأهل بن بَخِيت)، وأهل السُّميطي الهويدي الجَلَّادي، وبيت أهل بن شَمْلان ومعنى (عَصْوَر) في لهجة يافع: لفَّ والتوى وبعد قرية (عَصْوَر) تمتد الشِّعاب غربًا لتربط أعالي وادي (شَقَصة) بـ(رَهْوة الأباقير) وجبل الصحراء و(سَخَاعة) .
- الطريق الثانية:
وبدايتها من (مُوْقَر) شرق (الصَّفَأة) ومنها ننفذ إلى بقية كَلَد وبقية مكاتب يافع. وتفصيل قراها:
المُصَينعة:
تل صغير، يقع شمال غرب (مُوْقَر)، ويفصل بين وادي (المَهْدِية) الواقع شرقًا، ووادي (المِضْمار) الواقع غربًا، وقد بنيت حديثًا قرية فوق هذا التل وامتدت إلى وادي (المهدية).
المَهْدِيَّة:
وادٍ صغير خصب، يقع في السفح الجنوبي لجبل (شَمَّار) الفاصل بينه وبين قرية (الزُّغْرور). وقد نسب الوادي إلى جربة (قطعة أرض زراعية) فيه اسمها المهدية و(المصينعة) و(المهدية) صارتا مؤخرًا قرية واحدة، وساكنوهما من أهل علي، ومن أهل عمر وأهل نَسْر الجَلَّادي، ومن بيت المنصري.
ساكن السَّبيل:
ساكن حديث يقع غرب (المصينعة) في الجانب الشرقي لتل (الحُقَيل) يسار الصاعد بين (المهدية) و(الزُّغْرور) وساكنوه: من أهل علي، ومن أهل عبدالباقي وأهل السميطي من الجَلَّادي.
الحُقَيل:
-بضم الحاء وفتح القاف (تصغير حَقْل)- تل صخري مرتفع، يقع غربي قرية (المصينعة) وجنوبي قرية (الزُّغْرور) وشمال وادي (المِضْمار)، ويفصل بين (الزُّغْرور) و(المضمار).
الزُّغْرور:
-بضم الزاي وسكون الغين-قرية حديثة في معظمها تقع فوق مجموعة من التلال الصغيرة المتجاورة شمال تل (الحقيل). تحيط بها أراضٍ زراعية خصبة غنية بالمياه وتمتد القرية من (الضِّيْق) شرقًا الذي فيه -حاليًا- طريق السيارات المؤدية إلى سوق (رُصُد)، إلى (نجد الرُّفَص) و(فَزْعة) غربًا مما يلي (دَوْرَمة) في أسفل وادي (رَخَمة)، ومن جبل (مَرِيدين) شمالًا مما يلي أسفل وادي (حَذَّة) إلى تل (الحقيل) جنوبًا مما يلي وادي (المِضمار). ويجاور القرية من الشرق فوق (الضيق) جبل (شَمَّار) وكلمة (زُغْرور) مأخوذة من قولهم (َزَغْرَر الماء) ومعناها: تدفق بقوة وسرعة، ولها أصل في الفصحى، قال الفيروزآبادي في القاموس: "ودجلة زغرت: زخرت ومدت، وزغر كل شيء كثرته وإفراطه.
آثار الزُّغْرور وخرائبها:
أخبرني الشاعر الشَّعْبي (عبدالقوي عبدربه العلوي) -أحد ساكني الزُّغْرور- عن خرائب القرية وآثارها التي لم تخضع بعد للبحث والتنقيب، فقال ما ملخصه: «توجد حول (الزُّغْرور) أربع مقابر إسلامية قديمة واسعة لا يُعلم إلى أي عصر تعود، مما يدل على سكنى هذه القرية قديمًا، وفي شرق القرية وجد الناس في جبل (شَمَّار) قبورًا جاهلية موجهة نحو المشرق، وبالقرب منها تل اسمه (لَكَمة يَخْضُب) كان فيها أنقاض حصن قديم يسمونه (حصن يَخْضُب) هدم مؤخرًا، وتلاحظ الطريقة الحميرية في التسمية. وفوق التلال المجاورة للقرية لا تزال أطلال منازل قديمة مجهولة التاريخ. ولعل سكان القرية وأمثالها من القرى القديمة نزحوا بسبب الجفاف الذي ضرب البلاد مرارًا، أو بسبب الحروب والفتن القبلية، أو لأسباب أخرى مجهولة لنا، وسبب غموض تاريخها عدم قدرة المؤرخين على الوصول إليها لوعورة الأرض وانعدام أمن الطريق» وتوجد في تل (فَزْعة) جنوب غرب القرية آثار وخرائب طالتها أيدي العابثين، واستخرج الناس أحجارها لبناء مساكنهم وأول من سكن (الزُّغْرور) في العهد القبلي هم أهل غازي جبران بن مهدي بن عبدالباقي الجَلَّادي، وتلاهم بعض أهل بن شَمْلان أصحاب (القُفْل) في جبل (مَوْفَجة). وقد وفد إليها أكثر السكان في العصر الحديث من جبل (مَوْفَجة) وجبل أهل علي وما جاورهما، ففيها اليوم من الجَلَّادي (أهل عبدالباقي، وأهل علي جرَّاش، وأهل عمر، وأهل مخيَّر)، ومن أهل علي، ومن أهل الحاج سعيد، ومن أهل بن شَمْلان، ومن أهل الفقيه العَوَّادي.
الضِّيْق:
موضع ضيق، يقع بين تلَّين شرق قرية (الزُّغْرور). وقد كان حدًا بين مكتب كَلَد وفخيذة (وِعْلان) من مكتب السعدي. وقد كان يقال في تحديد (وعلان): (من الضيق إلى المضيق)، والضيق هو هذا، والمضيق أسفل (نجد سحيل) قرب قرية (خَضراء اليزيدي). وسائر المواضع الواقعة شمال (الضيق) تتبع (وعلان) مثل وادي (حَذَّة) وجباله، وجبل (حال) وشِعابه، ووادي (عِرْعِر) -المسمى الآن وادي وِعْلان-ووادي (عَمِدات) وما يليها.
وفي (الضِّيْق) تتفرع الطريق فرعين:
الأولى: تتجه شمالًا إلى وادي (رُصُد) و(وِعْلان) وجبل (القارة) وما يليها والثانية: تتجه غربًا إلى (رَخَمة) وما يليها ولكي نستوفي الكلام عن مكتب كَلَد يتعين علينا أن نسلك الطريق الأولى ونذكر ما تبقى فيها من الأماكن التابعة للمكتب، وهي قليلة، ثم نعود لاستقصاء ما تبقى منه بسلوك الطريق الثانية، وهي الأكثر.