(تَنْحَرة) -بفتحتين بينهما سكون- وادٍ كبير، ينحدر غرب جبل (قَمْعة بَن مَشُوْش)، ويبدأ انحداره من (رَهْوة ذِراع الفَليق)، ويتجه غربًا في مسارٍ متعرِّج بين سلاسل جبلية تحيط به من جانبيه، وينتهي مصبه إلى (جلَّة يَهَر) بأسفل وادي (وُطِن) قرب بلدة (العَسكرية).
وهذا الوادي كان مقسومًا قبليًا إلى ثلاثة أقسام:
القسم المَشُوْشي:
ويتبع فخيذة أهل بن مَشُوش اليَهَرية، التي تسكن الجانب الغربي من (خميس العُمَري) من مكتب (يَهَر)، وسيأتي الحديث عنها في موضعه.
القسم المَنْصَري:
يتبع المناصر من (كَلَد)، ولسنا هنا بصدد تحديد الحدود فهي مسألة نشب فيها نزاع طويل، ولكننا نذكر نص وثيقة الحدود التي كتبت على عهد الشيخ أحمد علي بن غازي والشيخ سيف بن طالب بن عبدالعزيز المشوشي التي أطلعني عليها الشيخ محمد صالح بن غازي المنصري، وقد جاء فيها: «من منفج مُرٍّ إلى ما قابله بشِعْب سيلان شامل كامل، ما كرع الماء إلى تنحرة وكذلك منفج مر السيلة السلطانية ومُقَاداتها من ذراع الزهي وما كرع الماء، وإلى حد العِسِلة وباطن، وما سنَّن الحد القبلي إلى العِسِلة والسيلة السلطانية منفج العِسِلة، وإلى ما حدَّد في الشق القبلي لمَّا يفرع ما كرع الماء لتَنْحَرة، ومنها وقابل أن تكون لتَنْحَرة» – هذا تعبير الوثيقة بالنص، ولا أحب الدخول في التفاصيل ويسكن في القسم المنصري من وادي (تَنْحرة) بعض أهل بن غازي العبسي.
القسم الزَّبيدي:
ويتبع أهل الزَّبيدي، ويسكن معظمهم في وادي (وُطِن) الذي كان حوله حدود ثلاثة مكاتب هي: يَهَر وكَلَد والمفلحي؛ ليقوموا بالتدخل بين المكاتب بالصلح عند نشوب النزاع. ومنهم بيت في أعلى غيل (وَلَخ). وقد كانوا الزَّبَّيدة بيت فقه وعلم لا يتدخلون في النزاعات القبلية، وأصولهم -كما يُروى- تعود إلى (بيت المَهْدلي) من (زَبيد) في بلاد (تهامة) جاء أجدادهم قبل عدة قرون إلى يافع. و يطلق عليهم في (يافع) اسم (الزَّبَّيدة)، وهو جمع على خلاف القياس ونكون هنا قد استوفينا الأودية الواقعة في هذه الجهة، ونعود لاستكمال ما تبقى من مكتب (كَلَد) بدءًا من مصب وادي (سَرَار) في الموضع المسمى (بين الواديين) شرقي جبل (أهل علي).