وادي العِقَاب
(العِقَاب) – بكسر العين وفتح القاف– جمع (عَقَبة)([1])، وهو هنا اسم لوادٍ خصْب من أودية قبيلة (الأباقير)، يبدأ من قمة (رَهْوة السوق) وينحدر غربًا في مسار متعرج تحيط به الشِّعاب والأراضي الزراعية، حتى يصب في وادي (الشَّعيبة)، تحت قرية (المخاشن).
تطل على الوادي من الشمال الشرقي سلسلة القمم الواقعة بين (رَهْوة السُّوْق) و(المحربة)، ومن الشمال جبل (قَوْد الرَّبابة)، ومن الجنوب جبل (الصَّحْراء)، ومن الغرب قرية (المُخَاشن).
وأول قراه:
العُلُوب:
ساكن صغير، يقع تحت رَهْوة السوق مباشرة يسار النازل في أعلى العقاب.
وساكنوه من البُوْبَكْري.
دار اللِّكَام:
تل حصين ذو قمة مدببة تعلوه دار قديمة مهجورة لأهل زايد بن محفوظ البوبكري.
حبيل رُشَيْد: -بضم الراء الممالة إلى الكسر وفتح الشين-
موضع يقع بأسفل (الشِّعْب الكبير) المنحدر من قمة (المِحْربة) في الجهة الشمالية للنازل في الوادي. فيه ساكن حديث لبعض أهل الغريب الدَّعَّاسي، وبعض أهل حامد من البوبكري.
وقد كانت في الموضع نَوْبة (صومعة) لأهل حامد.
مَعْزَبة أعلى العقاب:
ساكن صغير، يقع تحت (حَبيل رُشَيد)، في أعلى وادي (العِقَاب)، يسكنه: بعض أهل بن محفوظ البوبكري.
السَّفَأة: -بفتح السين والفاء-
أخدود عميق يتوسط وادي (العقاب) وينحدر إليه شِعْب (الأَقْلام) من تحت قرية (الحُرْضي) في جبل الصحراء. وفيه مجرى للسيل، وفي أسفله مسكن لأحد أهل البوبكري.
قرية العقاب:
موضع فسيح من الوادي تنحدر إليه الشِّعاب من تحت قرى (المعيان) و(بَرْكان) في جبل الصحراء جنوب الوادي، وتسمى هذه الشِّعاب (ضَوْحة الحِصْن) و(القُبَيبة)، وتنحدر إليه الشِّعاب من جهته الشمالية من قمة جبل (قَوْد الرَّبابة)، وهي ثلاثة شِعاب: (الرَّبابة) و(قَرْن ثَوْر) و(العُقَل).
وتتناثر مساكن القرية حول الوادي على جانبيه بدءًا من أسفل (السَّفَأة) وانتهاء بـ(العزَّاني)، وأكثر المساكن تقع في الجهة اليسرى للنازل.
يسكن قرية (العِقاب): أهل بن ظَفَر الدعَّاسي، وبيت من أهل بن سَلَّام نزل من قرية (بَركان) في جبل الصحراء.
العَزَّاني:
موضع يقع بأسفل قرية (العقاب)، تكثر فيه الغيول (عيون الماء الجارية)، وفيه رَكَب (منحدر صخري) تتدفق منه السيول باتجاه أعلى وادي (الشَّعيبة).
رَهْوة العَزَّاني:
قرية صغيرة حديثة، تقع فوق تل صغير، تطل على (العزاني) في الجهة اليمنى للنازل في أسفل وادي (العقاب).
يسكنها: بعض أهل قرية (المُخَاشن) من أهل بن ظَفَر الدَّعَّاسي، وأهل الحَشَّاش الخُراساني المعروفين الآن بأهل الصُّبَيْحي.
قرية المُخَاشِن: -بضم الميم وفتح الخاء وكسر الشين –
قرية قديمة، تقع فوق هضبة صغيرة متصلة بالجانب الغربي لجبل (قَوْد الربابة)، تحيط بها منحدرات وعرة من معظم جهاتها، فهي تطل من الجهتين الشمالية والغربية على أسفل وادي (السَّبْسَب)، من خميس العمري في مكتب يَهَر، ومن الجهة الجنوبية على وادي (الشَّعيبة)، ومن الجهة الشرقية على أسفل وادي (العِقاب).
وقد كانت (المخاشن) حدًا قبليًا بين مكتبي (كَلَد) و(يَهَر)، وطارفة من طوارف كَلَد الغربية، وقد كانت بداية القرية من أعلاها، ثم توسعت باتجاه أسفل الهضبة. ومن معالمها الأثرية: مسجد (الشيخ عبدالقادر الجيلاني)، وهو مسجد قديم يتجاوز عمره الأربعة القرون، مساحته الداخلية أربعون مترًا مربعًا تقريبًا، وتحته في الطابق الأرضي حجرات مظلمة لم تخضع للتنقيب حتى يكشف عن شيء من أسرارها وأغراض استخدامها!، ولعلها كانت رباطًا يأوي إليه طلاب العلم في عهد الفقهاء الأوائل. وفي داخل المسجد عقود حجرية رشيقة تحيط بالنوافذ، وسقف المسجد مرتفع أربعة أمتار عن أرضية الدور الثاني (المُصلَّى). وقد عُثر في المسجد على مصحف مخطوط، وبعض الوثائق الأثرية، ولكنها ضاعت بسبب الإهمال.
وبجوار المسجد مقبرة قديمة وحجرة صغيرة فيها ضريحان، أحدهما: للصبيحي بن عبدالله والآخر لأبيه (عبدالله بن علي الحَشَّاش الخراساني)، وقد هدم الأهالي هذه الحجرة والأضرحة مؤخرًا.
يسكن المخاشن: أهل بن ظَفَر بن دعَّاس، ومعظمهم في أعلى القرية. وأهل الحَشَّاش الخُراساني، ويعرفون بأهل (الصُّبَيحي) نسبة إلى أحد أجدادهم هو (محمد الملقب بالصبيحي بن عبدالله بن علي الحَشَّاش الخراساني) صاحب الضريح، وقد كان حيًّا في حدود المائتين بعد الألف للهجرة. وقد مرَّ الكلام عنهم في الفصل الأول من هذا الجزء.
دار الأَقْواد:
موضع يقع فوق قرية (المُخَاشِن) من الجهة الشمالية الشرقية في الطرف الغربي لجبل (قَوْد الرَّبابة)، يطل هذا الموضع شمالًا وغربًا على وادي (السَّبْسَب) من خميس العُمَري، ويطل من الجنوب على أسفل وادي (العقاب).
يسكنه بيت من أهل بن ظفر الدَّعَّاسي.
الشَّعِيبة: -بفتح فكسر-
وادٍ صغير، يبدأ من تحت (رَكَب العَزَّاني) في أسفل وادي (العقاب)، وينتهي إلى أعلى وادي (وَلَخ) تحت قرية (الكاسي). وهو غير مأهول، وتحيط به أرض زراعية.
شِعْب القرية:
شِعْب صغير، ينحدر غرب قرية (المُخَاشن) إلى أسفل وادي (الشَّعيبة)، وتتصل به رَهْوة (فج جبلي صغير) تربط بين هذا الشِّعْب، وجبل (قَرْن وَلَخ)، وتفصل هذه الرهوة بين قرية (الكاسي) في أعلى وادي (وَلَخ)، وبين أسفل وادي (السَّبْسَب). وفي الشِّعْب مدرجات زراعية، وقد سكنه حديثًا أحد أهل الصُّبَيْحي.
قَرْن وَلَخ([2]):
جبل شامخ، واسع الجوانب، يمتد من شِعْب القرية شرقًا، إلى أسفل (الصَّرْم) عند مصب وادي (السَّبْسَب) في وادي (وَلَخ) غربًا، ويحيط به أسفل وادي (السَّبْسَب) الجهتين الشمالية والغربية، ومجرى وادي (وَلَخ) من الجهة الجنوبية.
وفي قمة الجبل أطلال ساكن قديم، ومآجل ماء، لعلها تعود إلى عهد قبيلة أهل أحمد قبل القرن التاسع الهجري، وقد ورد اسم (قرن وَلَخ) في وثيقة حدود (أهل أحمد) المؤرخة سنة (840ه) التي أشرت إليها سابقًا.
وقد كان شفا الجبل حَدًّا قبليًا بين الكَلَدي واليهري، فما انحدر منه إلى وادي (وَلَخ) فهو باقري، وما انحدر منها إلى أسفل وادي (السَّبْسَب) فهو عُمري.
([1]) قال في لسان العرب، مادة (عقب)، ج1ص621: "والعَقَبة: واحدة عقبات الجبال. والعَقَبة: طريق في الجبل وعر والجمع عقب وعِقاب. والعَقَبة: الجبل الطويل يعرض للطريق فيأخذ فيه وهو طويل صعب شديد وإن كانت خرمت بعد أن تسند وتطول في السماء في صعود وهبوط أطول من النَّقب وأصعب مرتقىً، وقد يكون طولهما واحدًا...".
[2]) يرتفع (1404) أمتار عن مستوى سطح البحر.