جبل كبير شامخ واسع الشِّعاب، يمتد من (رَهْوة ثَمَر) في الشمال الغربي للجبل، إلى ساكن (حَقَر) في (دَوْرَمة) بوادي (رَخَمة) في الجنوب الشرقي، فيقال في تحديده: (من ثَمَر إلى حَقَر) يحيط بالوادي من الشرق والشمال: وادي (رُصُد) وفروعه: وادي (شِعْرة) ووادي (شِرِذة)، ومن الغرب وادي (مَقْبَل)، ومن الجنوب الغربي: وادي (سَلْحة)، ومن الجنوب: وادي (رَخَمة). وشِعاب الجبل صخرية، واسعة، شديدة الانحدار، وكل الجبل يقع داخل حدود (كَلَد) وللجبل قمتان: قمَّة شمالية: وهي قرية (أهل سالم)، وقد نزح منها جميع سكانها بعد الاستقلال إلى وادي (شِعْرة) أحد روافد وادي (رُصُد)، وإلى واديي (سَلْحة) و(مَقْبَل)، وأصبحت القرية أطلالًا خاوية، تحيط بها المآجل (خزانات الماء الأرضية) والنُّوَب (الصوامع)، وقد كانت حصينة منيعة مشرفة على أرض واسعة من جميع جوانب القمة. ويسمى الجبل من هذا الجانب: جبل أهل سالم وقمَّة جنوبية: وهي المسماة (جبل بن حسن) التي تطل على وادي (سَلْحة) -كما سبق- وفيها أطلال قرية قديمة، ينسبها البعض إلى قبيلة بائدة يقال لها: (أهل الرُّوْبي)، لا يعلم أحد هل نزحت أم هلكت؟!، وقد كان يسكنها أهل بن مَرْعي السالمي قبل هجرتهم على حضرموت في القرن الثالث عشر الهجري، وما زال أحد الشِّعاب المنحدرة من القمة يسمى (شِعْب بن مَرعي). وفي القمة ضريح (ابن حسن). ولا يُعلم عنه شيء -كسائر الأضرحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها- ويقال: إنه ابن الشيخ (حسن) المقبور في قرية (الشَّعْراء) بوادي (مَقْبَل) وجبل (الشَّهَث) هجره سكانه فلم يعد مأهولًا وبعد أن أتممنا الكلام عن روافد وادي (رَخَمة)، والجبال المطلة عليه، أعود إلى حيث وقفت في أعاليه عند الموضع المسمى بـ(الأَعْطِن). وفي هذا الموضع مَجْمَع ثلاث طرق: الأولى: تتجه جنوبًا إلى (دُقَار) و(سَخَاعة) وما يليها والثانية: تتجه شمالًا إلى وادي (سَرَف) وما يليه والثالثة: تتجه غربًا إلى جبل الصَّحْراء، و وادي (العِقاب) وما يليه.
الطريق الأولى:
وهي تؤدي إلى الأماكن الآتية:
دُقَار:
-بضم الدال وتخفيف القاف- وادٍ صغير، يقع في الجهة الجنوبية الشرقية لوادي (رَخَمة). يبدأ انحداره من الشِّعاب الشرقية لجبل (الصحراء) بأسفل (قَوْد الرُّماعي) و(رَهْوة الأباقير) وينحدر في مسار ضيق عبر السفح الشرقي لجبل (الصحراء)، حتى يصب في أعلى وادي (رَخَمة) في الموضع المسمى بـ(الأعطن)، وقد سبق أن الطريق تتفرع في (الأعطن) فروعًا وهذا أحدها، وسنبدأ الكلام عن وادي (دُقَار) ثم ننفذ منه إلى قرى (سَخَاعة).
قرى وادي (دُقَار) وسواكنه بدءًا من أسفله:
الجُلُوب:
-بضمتين- ساكن صغير حديث، يقع في الجهة اليمنى للصاعد أسفل وادي (دُقَار) وهو مجاور للأعطن من الجهة الغربية وساكنوه: من أهل بن رَهاوي، انتقلوا إليه من (حصن بن رَهاوي)، ومن أهل عبدالولي من الجرادمة، انتقلوا إليه من قرية (قامر) والجلوب: جمع (جَلْب)، ومعناه في اللهجة الدارجة: مخزن القَصَب (القَش) وبعد (الجلوب) نصعد في وادٍ ضيق يقع بين جبل (البارك) من الجهة اليسرى، وقمة (ثَعْلَبة) من جبل (الصحراء) في الجهة اليمنى، وفي سفح (ثَعْلَبة) أرض زراعية بجانب الوادي يسمونها (المُدَيِّر).
المِحْراس:
ساكن صغير، يقع يسار الصاعد في الوادي. وساكنوه: من أهل بن رهَاوي، ومن أهل الغريب الدَّعَّاسي.
حِصْن بن رَهَاوي:
قرية تقع فوق (المحراس) مباشرة، في بطن جبل (البارك)، في الجهة اليسرى للصاعد في وادي (دُقَار). وسبب تسميتها بالحصن ظاهر، فهي مرتفعة قليلًا عن مجرى الوادي، في مكان حصين، تحيط بها منحدرات جبلية ولم يكن يسهل النفوذ إليها. وساكنوها: بيت بن رهاوي الثابتي من الأباقير، وهم قدامى في هذا الموضع وقد سكنت قرية (الحِصْن) أيضًا أسرة من أهل الجَعْدي السِّنَاني، أحد بيوت عُزْلة (الكَبَابي) من مكتب اليزيدي، وكان انتقالهم إلى هذه القرية في أواخر العهد القبلي فيما أعلم.
قرية دُقَار:
قرية كبيرة تقع في أحضان ثلاثة جبال كبيرة متجاورة، في أعلى وادي (دُقَار). ويطل على القرية من الشرق شِعْب (العَوارض) المنحدر من جبل (البارك)، ومن الغرب شِعْب (المكلة) المنحدر من جبل (الصحراء)، ومن الجنوب شِعْب (المِرْكاح) المنحدر من قمة (قَوْد الرُّمَاعي) وشِعْب (الأَجْوَف) –وينطق لَجْوَف– المنحدر من جبل (قامر). وتحيط بمساكن القرية أرض زراعية خصبة تزرع فيها الحبوب غالبًا وتضم قرية (دُقَار) أربعة سواكن هي:
ساكن أهل الغريب: وهو أول سواكن القرية ويقع في قلب الوادي، شمال القرية وساكنوه: أهل الغريب الدَّعَّاسي، أحد فروع قبيلة (الأباقير).
ساكن المَنْقَل: ويسمى (ساكن أهل الضَّبْر). وهو مجاور لساكن أهل الغريب من الجنوب الشرقي، وموقعه أسفل شِعْب (العَوارض) المنحدر من جبل (البارك). وساكنوه من أهل (الضَّبْر) من أهل بن رهاوي.
ساكن الدَّقَّة.
وساكن الأَجوف (لَجْوَف): ويقعان أعلى القرية في بطن جبل (قَامِر) مما يلي قرى (سَخَاعة). ويسكنهما بعض أهل بن رهاوي، وبعض أهل بن أسعد من الجَرادمة الذين نزلوا من قرية (الفارس) غربي جبل (مَوْفَجة).
حَيْد العَوارض:
شِعْب وَعْر، يشكِّل الجانب الغربي من جبل (البارك)، يطل على قرية (دُقَار) من الجهة الشرقية. وقد شقت فيه طريق مواصلات شديدة الوعورة هي المنفذ الوحيد –حاليًا – لقرى (سَخَاعة)، والصاعد في (حَيْد العوارض) بعد أن يخرج من قرية (دُقَار)، يطل على قرية (حصن الرهاوي) وتكون منه ذات الشمال قبل أن يصل إلى قرية (البارك).
البَارِك:
قرية صغيرة بنيت فوق ربوة جبلية في أعالي جبل (البارك) الذي نسبت إليه هذه القرية. تطل هذه القرية من الجهة الشمالية على (الأَعْطِن) و(الجُلُوب) في أعالي وادي (رَخَمة)، ومن الجهة الشمالية الشرقية على قرية (القُرْحة) السابق ذكرها في وادي (رَخَمة) أيضًا، ومن الجهة الغربية على وادي (دُقَار) وقد كانت القرية في الماضي تتكون من عدة حصون لبني علاء يسكن البارك: أهل بني علاء، وبيت من أهل بن محفوظ البوبكري، وقد كان يسكنها أيضًا بيت (الدُّباشي) وهم من بني علاء، وقد انقطع عقبهم، وآخر ذكر لهم -فيما أعلم- كان سنة (1374هـ) -حسب وروده في وثيقة بيع عقار- وقد كان بقاؤهم قليلًا بعد هذا التاريخ.
قَوْد المِلْح:
موضع يقع فوق (البارك) من الجهة الغربية، بنيت فيه –حديثًا – بعض المساكن لبعض (أهل بن أسعد) من الجَرادمة النازلين من قرية (الفارس) غرب جبل (مَوْفَجة). ويطل على (قَوْد المِلْح) من الجهة الشرقية جبل (تي الحِسِي). السابق ذكره، وهو مجاور لجبل (البارك) ومتصل به، وكلاهما – كما سبق– يطلان على أعالي وادي (رَخَمة).
رَهْوة الأباقير:
فج جبلي يفصل بين (قَوْد الرُّمَاعي) وجبل الصَّحْراء الواقعان إلى الجهة الغربية، وجبل (قامِر) الواقع إلى الجهة الشرقية من (الرَّهوة) وفي هذه الرَّهوة مقبرة أثرية ما زالت شواهد القبور فيها واضحة، تعاقبت على الدفن فيها أجيال كثيرة على مر القرون السابقة.
قامر:
قمة جبلية مرتفعة، تقع بجوار (رَهْوة الأباقير) من الجهة الشرقية، ضمن السلسلة الجبلية الممتدة بين جبل (مَوْفَجة) وجبل (الصحراء) وتحيط بهذه القمة انحدارات وعرة، فالجهة الشمالية تنحدر إلى أعلى وادي (دُقَار)، والجهة الغربية تنحدر إلى جهة أعلى وادي (الرِّدْع)، والجنوبية تنحدر إلى (الزَّهْوين). وتتصل القمة من الجهة الشرقية بمجموعة من الروابي والقمم التي تعتبر امتدادًا غربيًا لجبل (مَوْفَجة) أهمها (قَوْد مَعْبَرين) و(الجاه) و(الفارس) وفي هذه القمة ما زالت مباني حصون قرية (قامر) قائمة بعد أن هجرها سكانها (أهل بن عبدالولي) من الجرادمة، وانتقلوا إلى وادي (رَخَمة) في هذا العصر ويقال: إن قرية (قامر) سكنها أهل الحُرْمُلي قبل أهل بن عبدالولي، ثم انتقل أهل الحرملي إلى (الجاه) وهم الذين يُعرفون الآن بـ(أهل الرِّشَيدي).
قَوْد مَعْبَرَين:
-مثنى مَعْبَر- هضبة صغيرة، تقع شرق جبل (قامر)، في موضع يتوسط الطريق إلى قرية (الفارس). وهي غير مأهولة إلا من بيوت قليلة في أطرافها الشرقية مما يلي قرية (الفارس) لبعض (أهل أسعد) من الجرادمة.
نَوْبة شِعْب الجَرْف:
موضع يقع في الطرف الشرقي لقود معبرين مما يلي قرية (الفارس)، وهو غير مأهول، وفيه مقبرة قديمة لأهل أسعد من الجرادمة.
الجَاه:
قرية صغيرة، تقع بأسفل (نَوْبة شِعْب الجرف) من الجهة الشمالية في بداية الانحدار المؤدي إلى (سيلة الركب) في (رَخَمة)، وتجاورها من الجهة الشمالية الشرقية قمة جبل (تلحسي). ويسكن الجاه: (أهل الرُّشَيدي) وهم بيت من بيوت (الدَّعَّاسي) من فخيذة الأباقير وأهل (الرِّشَيدي) هؤلاء كانوا يُعرفون قديمًا بأهل (الحُرْمُلي)، وكان سكناهم أولًا في قمة جبل (تي الحِسِي) وفي (قامِر)، ثم انتقلوا إلى قرية (الجاه).
الرَّدِيف:
ساكن صغير، يقع بجوار (الجاه) من الجهة الشرقية، يسكنه بعض (أهل عبدالولي) من الجرادمة.
الفارس:
سبق الكلام عنها ضمن قرى جبل (مَوْفَجة)، وبجوار (الفارس) من الجهة الشرقية قرية (القُفْل) ثم قرية (عَمْران) وسائر قرى جبل (مَوْفَجة) وقد سبق الكلام عنها وعن ساكنيها.
جُفَانة:
-بضم الجيم وفتح الفاء- ساكن صغير، يقع تحت قرية (الفارس) في أعالي الشِّعاب الغربية لجبل (مَوْفَجة)، المنحدرة إلى وادي (سَخَاعة) يحيط بساكن (جُفَانة) منحدران صخريان تندفع منهما السيول باتجاه (سَخَاعة) في موسم الأمطار هما: (صفا جفانة) من الجهة الشمالية للساكن، و(سَيْلة سُطِّيْه) –بضم السين وتشديد الطاء وكسرها وسكون الياء– من الجهة الجنوبية للساكن. وساكنوها: (الجعاونة) من الجرادمة.
دقة الدِّعْري:
-بكسر الدال- قمة جبلية تجاور (رَهْوة الأباقير) من الجهة الغربية، فيها خرائب قديمة ومقبرة وآثار سكنى، ولا يُعلم تحديدًا متى هجرها سكانها؟. وهي داخلة في حد قبيلة (الأباقير)، وقد سكنها مؤخرًا بعض (أهل الرُّماعي) من فخيذة الدَّعَّاسي.
قَوْد الرُّماعي:
قرية صغيرة، تقع بجوار (دَقَّة الدِّعْري) من الجهة الغربية، في قمة جبلية تطل من الشمال على وادي (دُقَار) ومن الجنوب على أعالي وادي (الرِّدْع) وتجاورها من الجهة الغربية أطراف قمة (جبل الصحراء) وتكتنف القرية مجموعة من الصخور والتلال الصخرية الصغيرة وساكنوها: (أهل الرُّماعي) أحد بيوت فخيذة الدَّعَّاسي من قبيلة (الأباقير) أما قمة جبل الصحراء فسوف نصعد إليها لاحقًا من موضع آخر.
القَرْن:
قرية صغيرة بنيت فوق ربوة، تعلو لسانًا جبلية، تقع تحت رَهْوة الأباقير من الجهة الجنوبية الغربية، واللسان الجبلي يفصل بين شِعْبين كبيرين منحدرين إلى أعلى وادي (الرِّدْع)، الشِّعْب الشمالي منهما يسمى: (الجائزة)، والجنوبي يسمى: (العُلَيب). وفي طرف الربوة قمة صخرية صغيرة فيها دار قديمة، يسمونها (دار القَرْن)، وهذه القمة الصخرية المدببة هي سبب تسمية القرية. يسكن (القرن): أهل سَليم الرماعي الدَّعَّاسي الباقري.
المَهْجُوف:
ساكن صغير لأهل سليم الرماعي، يقع تحت ساكن (القَرْن) من الشمال الغربي.
جائزة أهل سليم:
ساكن يقع تحت (المهجوف) من جهة الغرب، أسفل شِعْب (الجائزة) المنحدر من قمة (قَوْد الرُّمَاعي)، باتجاه وادي (الرِّدْع). وساكنوه: أهل سليم الرُّماعي أيضًا ولفظ (الجائزة) -وتنطق (الجَيْئِزة) بإمالة الألف للياء- من أسماء الأرض الزراعية، وقد أشرنا إليها سابقًا وبالقرب من (الجائزة) من الغرب، تقع قرية (المَدْرَج) التي سبق الكلام عنها.
العُلَيْب:
-بضم العين الممالة إلى الكسر وفتح اللام- شِعْب عميق، تنحدر إليه الشِّعاب الواقعة بين (القَرن) و(الزَّهْوَين)، ويخرج هذا الشِّعْب إلى أعلى وادي (الرِّدْع)، ولعل تسميته جاءت من أشجار العِلْب (السِّدر) المنتشرة فيه، وليس بمأهول.
ذِراع بالرُّكَب:
-بضم الراء وفتح الكاف- جبل صغير متصل بأسفل (ذِراع القَرْن)، ويفصل بين شِعْبي (العُلَيْب) و(جائزة أهل سليم)، وفيه خرابة أثرية، يقال إن ساكنيها هاجروا قديمًا إلى (حضرموت) وانقطعت أخبارهم.