إذا عدنا إلى (رَهْوة المنقل)، وصعدنا غربًا عبر (الحُرْضي) و(حَبيل البِرْكة) نصلُ إلى:
حاجِب أهل مُخَيَّر:
كانت هذه القرية في الماضي ساكنًا صغيرًا بني في قمةٍ صخرية حصينة ذات حجارة حمراء تحيط بها الصخور المنحدرة من كل الجوانب، ويمكن أن نطلق على هذا الساكن اسم (الحصن) لمنعته وإطلالته على ما حوله من الأماكن، وصعوبة النفوذ إليه، وقد كانت الصخور المحيطة بالبيوت تمثَّل ترسًا واقيًا من غارات الخصوم ورصاصهم أثناء الحروب القبلية، وأشهر هذه الصخور تسمى (حَيْد مُوَسَّق). وقد هُجر الساكن القديم بعد الاستقلال، وبنيت القرية الحديثة جنوب هذه القمة، فصار الساكن القديم يعرف بالساكن الأعلى، والحديث بالساكن الأسفل. وامتدت القرية اليوم حتى اتصلت بقرية (الخَشْناء) تنحدر من قمة (الحاجب) منحدرات وعرة باتجاه وادي (شَقَصة)، منها: مُنْحَدر (ضَوْحة الهُقَاق) الشديد الوعورة، وشِعْب (بَرَادة) وشِعْب (النَّطَاف) المنحدران إلى أعلى وادي (شَقَصة) وتقابل قمة (الحاجب) من الجهة الغربية قمم (حَد الحِدَادة) و(الأَغْوال) وفوقهما قمة (جَرَادة)، وتنحدر هذه القمم شمالًا إلى شِعْب (بَرَادة) وفي قرية (الحاجب) مسجدان: أحدهما: مسجد الحبيب حسين، نسبة إلى الحسين بن الشيخ أبي بكر بن سالم مولى (عَيْنات) في حضرموت، وهو مسجد صغير مساحته (6×7) أمتار، بني سنة (1026هـ) كما هو موضح في لوح في سقف المسجد. وفيه أسطوانتان وأربعة عقود حجرية بديعة. وتحيط به مقبرة من معظم جهاته. وقد كان هذا المسجد جامعًا لقبيلة الجَلَّادي في الجبل، وقد أغلق هذا المسجد مؤخرًا بعد بناء مسجد جامع حديث بجوار القرية. والمسجد الآخر: مسجد صغير كان يسمى (المسجد الأسفل) بني بجوار أنقاض مسجد قديم كان يسمى (مسجد الشيخ عبدالقادر) ومن أسماء الأماكن التي بنيت فيها بيوت القرية: السقائف، والفَرْعة، والمُشْعِبة، والدَّائر، والرُّكْبة، وقَرْن الدَّجاجة، والمِبْرام، وطَرَف الصَّلْبة ويسكن الحاجب: (أهل مُخَيَّر) أحد فروع فخيذة الجَلَّادي.
ضَوْحة الهُقَاق:
-بضم ففتح- منحدر سحيق، يبدأ انحداره من الجانب الشرقي لقمة (الحاجب)، ويتجه انحداره شمالًا، ويتوسط مجراه بين لسانين جبليين هما: (الهُفَاف)-بالفاء-من الجهة الشرقية، و(الشُّرُطة) من الجهة الغربية. وفي المنحدر أربع عِقال (جمع عُقْلة) وهي منخفضات يجري فيها ماء السيول، وتستصلح أحيانًا أرضًا زراعية، وهذه العِقَال الأربع تجتمع أسفل الشِّعْب وتصب إلى وادي (شَقَصة) أسفل شِعْب (المَجْرور). وهي: عُقْلة (العُثْرُب)، وعُقْلة (الأَريق/الغَريق)، وعُقْلة (الحَمْراء)، وعُقْلة (الساحِرة). وفي (الهُقَاق) طريق جبلية صعبة للمشي على الأقدام، تربط بين وادي (شَقَصة) و(رَهْوة المَنْقَل).
الجِرْوة:
-بكسر الجيم وسكون الراء- شِعْب يقع في الجهة الشمالية الغربية لقمة (الحاجب)، يقع بين شِعْبي (الهُقَاق) و(بَرادة)، وأغلبه طين (أرض زراعية) جادسة (مهملة) يتخذ مرعىً للأغنام وفي أطراف الشِّعْب من الجانب الشرقي أطلال قديمة أسفل موضع يسمى (شِعْوِيْت)، واسم هذه الأطلال (دِقاق إِخْلاص) –وهو اسم امرأة-وفي هذه الخرابة آثار هِجْرة (حوض ماء) وسِقاية (حوض صغير للسقي) لمسجد كان عند تلك الأطلال وبجوارها ماجل (خزان ماء) بيضوي الشكل مجصَّص بالنُّوْرة. وتوجد في الجانب الغربي من الشِّعْب -أيضًا- تحت صخور تسمى (حُيُود النَّقَابة) خرابة ساكن قديم وبقايا مَدافن (خزانات أرضية للحبوب) وفي الشعب طريق أقدام تربط بين (شَقَصة) وجبل (مَوْفَجة).
بَرَادة:
-بفتح الباء وتخفيف الراء- شِعْب كبير، ينحدر شمال غرب قرية (الحاجب) إلى منحدر (النَّطَاف) باتجاه وادي (شَقَصة)، فيه مدرجات زراعية كان يزرع فيها البُن والرمان والفرسك (الخوخ) والعِنَب، وقد تغير الحال بسبب الجفاف المتوالي في الأعوام الثلاثين الأخيرة. وما زال هناك موضع يسمى: (حَيْد العِنَبة). وتوجد في وسط الشِّعْب بئر كان أهل (الحاجب) يعتمدون عليها إلى وقت قريب وليس في هذا الشِّعْب إلا مسكن واحد في موضع يقال له (أعلى الصَّفا) المطل على شِعْب (الجَرْوة)، يسكنه أحد أهل مخيَّر.
الخَشْناء:
قرية صغيرة، تقع فوق (الحاجب) من الجهة الجنوبية الغربية، تتركز مساكنها فوق قمة جبلية تشرف على الجهات الجنوبية والشرقية لجبل مَوْفَجة وعلى وادي (سَرَار)، وينحدر من تحت قرية (الخَشْناء) شِعْب (الشُّرُطة) إلى شِعْب (عَظَمان) ومنه يخرج إلى وادي (سَرَار) والخشنا كانت القرية الأم لجميع أهل هويد بن جَلَّاد، ومنها تفرقوا بعد ذلك إلى أماكن مختلفة يسكن (الخَشْناء): أهل (علي جَرَّاش) الهويدي الجَلَّادي.
جَرَادة:
-بفتح الجيم- قريةٌ تقع فوق (الخَشْناء) من الجهة الغربية، تعلو قمة مرتفعة هي أكبر قمم جبل (مَوْفَجة)، بحيث تتوسط الجبل وتشرف على جميع جهاته، وتنحدر منها عدة شِعاب أكبرها شِعْب (قَرْوَأ) المنحدر منها إلى الجهة الشمالية الغربية حتى ينتهي أعلى وادي (شَقَصة)، وشِعْب (رَهْوة بن جَيْلان) المنحدر جنوبًا إلى قرية (الشَّنَابك) ثم يتجه الشِّعْب شرقًا حتى يصب في شِعْب (عَظَمان)، ومنه إلى وادي (سَرَار)، وشِعْب (بَرَادة) السابق ذكره، حيث ينحدر شمالًا إلى أعلى وادي (شَقَصة) و(جَرَادة) هي القرية الأم لقبيلة الجَلَّادي كلها، وفيها قبر (جَلَّاد) الذي تنحدر منه أنساب القبيلة وفي قرية (جَرَادة) ساكنان :
الساكن الأعلى:
وهو الواقع في أعلى القمة، ويشرف على شِعْب (قروأ). وساكنوه: أهل نَسْر بن جَلَّاد، وأهل معوضة بن جَلَّاد.
والساكن الأسفل:
يقع تحت الساكن الأعلى من الجهة الجنوبية ويطل على وادي (سَرَار). وساكنوه: من أهل (نسر بن جَلَّاد) الذين ذكرتهم آنفًا و(جَرَادة) آخر قرى الجَلَّادي من هذه الجهة، وتليها قرى قبيلة أهل سنيد.
قرى (أهل سُنَيد):
-بضم السين الممالة إلى الكسر- وتسمى (جبل السنيدي)، وهي الجانب الجنوبي والغربي من جبل مَوْفَجة، وأولها مما يلي (جَرَادة):
البَوّال:
-بفتح الباء والواو المشددة- ساكن صغير، يقع فوق قمة من قمم الجبل، تقع بين (جَرَادة) و(عَمران). وساكنوه من أهل سنيد، انتقلوا إليه من (عَمْران).
عَمْران:
-بفتح العين وسكون الميم- قرية صغيرة، بنيت فوق هضبة في قمة جبل (مَوْفَجة). تقع غرب (جَرَادة) وفي منتصف هذه الهضبة قمة صغيرة مدبَّبة تتوسط القرية بني فوقها دارٌ قديمة يسمونها (دار المقُدُم). وتطل قرية (عَمْران) من جهاتها الشمالية على (وادي شَقَصة) وينحدر منها إلى هذه الجهة شِعْب (الأَجْرُف) وينطق (لُجْرف) – بضم الراء- وتطل من جهاتها الجنوبية على (العَلاة) وأعالي وادي (سَرَار)، وينحدر منها إلى هذه الجهة شِعْب (خِضْرِبة) المنحدر من جنوب شرق (عَمْران)، وشِعْب (الجبل) المنحدر من جنوب (عَمْران)، وكلاهما ينحدران إلى (العَلاة) وتطل من جهاتها الغربية على (امحَبْلة العليا) و(قرية الجاهلي) ووادي (امحَبْلة السفلى)، ويمكن منها رؤية مساحات شاسعة من الجهات الغربية لمكتب كَلَد، وهي من أكثر المواضع ارتفاعًا في يافع بني قاسد و(عمران) من القرى القديمة لأهل سنيد. وفيها خرائب بيوت ومساجد أثرية، وقد حكي لي أن القرية كان فيها أربعة مساجد صغيرة، ما زال أحدها قائمًا، وثلاثة اندثرت، ولا تزال أطلال أحد هذه المساجد، ويسمى: مسجد (النَّوْخَذة)، وبالقرب منه بقايا أساسات دار قديمة يسمونها: دار (النَّوْخَذة)، ولا أعلم عنها شيئًا يسكنها: أهل عيَّاش بن سليمان الوَحَدي، وأهل منصور بن عمر بن علي بديل بن أحمد الشَّتيت من أهل سنيد، وبيت الفقيه العَبَّادي الذين يسكنون القرية منذ عام (1365هـ).
بيت الحَبِيل:
-بفتح الحاء وكسر الباء- ساكن صغير، يقع في قمة جبلية جنوب (عمران).
امصَفْحة:
(الصَّفْحة) ساكن صغير، يقع تحت بيت الحبيل جنوب (عمران). في أعالي شِعْب الجبل.
المِحْراس:
ساكن صغير، يقع تحت (عمران) من الجهة الجنوبية الشرقية.
امْرَشْح:
(الرَّشْح) – بفتح الراء وسكون الشين- ساكن صغير، يقع تحت (المحراس)، شمال غرب قرية (العَلَاة).
الدَّقَّة:
-بفتح الدال والقاف المشددة- موضع فيه بيت قديم، وبعض المساكن التي بنيت حديثًا، يقع تحت ساكن (امْرشح) في أعلى لسان جبلية يتوسط بين (الخِضْرِبة) وشِعْب (الجبل)، وتحته مباشرة قرية (العلاة).
الحِجَار
– بكسر الحاء وفتح الجيم – قرية صغيرة، تقع شمال غرب (العلاة) في أعلى (سيلة أهل سنيد) ويليها (ساكن أهل الحاج) و(العلاة) وقد سبق ذكرها عند الكلام على وادي (سَرَار) وبهذا نكون قد استوفينا الكلام عن قرى وسواكن قبيلة أهل سنيد، ولم يبق من غير هؤلاء إلا بيوت قليلة في (عَصْوَر) أعلى وادي شَقَصة، ونقائل في وادي (رَخَمة)، سكنوا هناك في هذا العصر وإذا عدنا إلى الأطراف الغربية لقرى (عَمْران) والمسماة (حبيل الحيط) والذي فيه (سوق عَمْران) و(المدرسة الثانوية)، تتفرع بنا الطريق هناك إلى فرعين، وكلاهما طريقان جبليان يسلكهما الناس مشيًا على الأقدام، إذ إنَّ طريق السيارات تنتهي في (حَبيل الحَيْط).
فالطريق الأولى: ننزل فيها إلى (امحَبْلة العليا) و(الجاهلي)، وهما تقعان غرب (عَمْران) وجنوب غربها والثانية: تتجه صوب (القُفْل) و(الفارس) و(جُفَانة) و(حاجب الجَعاونة). وهذه المواضع تقع غرب (عَمْران) وشمال غربها فإذا سلكنا الطريق الأول ننزلُ شِعابًا شديدة الوعورة تنحدر غرب جبل (مَوْفَجة)، يسمونها (شِعاب امحَبْلة) وفي وسط تلك الشِّعاب:
امحَبْلة العليا:
وهي قرية بنيت فوق ربوة جبلية، تحت (عَمْران) من الجهة الغربية، تفصل بينهما – كما أشرت– شِعاب (امحَبْلة) الشديدة الانحدار. وينحدر تحت هذه القرية لسان جبلية تمتد إلى قرية (المِرْباح) أعلى وادي (امحَبْلة السفلى)، وفي أسفل هذه اللسان الجبلية موضع يسمى (الدَّخْلة)، وفيه مسكن واحد من أهل الجريري. وبالقرب من قرية (امحَبْلة العليا) موضع يسمى (دار الجائزة) -تنطق الجيئزة- يقع شمال القرية، وهو تابع لها وجميع ساكني هذه القرية من الأجرور (تنطق لجرور).
المَسَن:
-بفتحتين- موضع يقع في وسط شِعْب (مُرْضُم) الفاصل بين (امحَبْلة العليا) و(الجاهلي) جنوب غرب (عمران)، فيه مسكنان من أهل الجريري.
الجاهِلي:
-تنطق (الجيهلي) بإمالة الألف إلى الياء- قرية بنيت فوق ربوة منبسطة في أعلى لسان جبلية كبيرة تنحدر من جبل (مَوْفَجة) جنوب غرب (عمران) باتجاه وادي (قَرَظ) يسكنه: بيت (الشَّبَحي) من قبيلة (المَنْصَري) وتعتبر (الجاهلي) الحدَّ الشرقي لهم وتحت الجاهلي: وادي (امجَرْجَر)، وقد سبق ذكره وإذا سلكنا الطريق الثانية فالقرى الواقعة فيه:
القُفْل:
-بضم فسكون- قرية صغيرة، تقع بجوار (عَمْران) من الجهة الغربية، يفصل بينهما (حبيل الحَيْط) الذي فيه السوق –حاليًا- وفي (القُفْل) قمة صخرية صغيرة بني فيها ضريح الشيخ (العراقي) أحد أشهر المزارات في الماضي، وشخصية صاحب الضريح مجهولة ويسكن القفل: أهل السُّمَيطي، وأهل بن شَمْلان.
الفارِس:
قرية صغيرة، تقع بجوار (القُفْل) من الجهة الغربية، وتطل هذه القرية من جهتيهاالجنوبية والغربية على قرى (سَخَاعة) الواقعة غرب جبل (مَوْفَجة) يسكن الفارس: أهل بن أسعد من الجَرادمة، وكان فيها أهل الشُّمَيْلي من الجرادمة أيضًا ثم نزلوا إلى (سَخَاعة) و(الفارس) هي الحد الشرقي لقبيلة (الجرادمة) مما يلي جبل مَوْفَجة. ويقال: إنَّ أصل قبيلة (الجَرادمة) من هذه القرية وتحت (الفارس) موضع يسمى (قَوْد مَعْبَرَين) وتليه قرية (قامِر) القديمة ورهوة الأباقير وقرى: (جُفَانة) و(حاجِب الجعاونة) وبقية قرى (سَخَاعة)، وهذه سنأتي إليها من جهة وادي (رَخَمة) ونكون بهذا قد انتهينا من الكلام عن جبل (مَوْفَجة)، ونعودُ الآن إلى أعلى وادي (سَرَار) في الموضع المسمى (رَهْوة قَرَظ).