رجل أعمال، وشخصية اجتماعية. وهو الشيخ ناصر بن علي بن ناصر الدعَّاسي الباقري، ولد في قرية (المعيان) بجبل الصحراء في الربع الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، وتلقى تعليمه في معلامة قريته، وارتحل في شبابه وعمره لم يتجاوز ستة عشر عامًا إلى (المكلا) في حضرموت حيث كان والده من مقادمة أهل يافع في الدولة القعيطية، والتحق بالمدرسة الحربية في (المكلا)، وتخرج ضابطًا، ثم سافر إلى مدينة (جدَّة) في أواخر عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، وعمل مدةً في شركة (بن لادن)، وشارك هناك في تأسيس نادي (الاتحاد اليافِعي) في بداية سبعينيات القرن الرابع عشر الهجري- خمسينيات القرن العشرين الميلادي ثم أدار فندقًا في مدينة (الخُبَر) السعودية، وافتتح بعد ذلك عدة فنادق في مدينتي (الحُديدة) و(المكلا)، وأصبح من رجال الأعمال، وكانت له عقارات في اليمن وفي بعض الدول الخليجية. وقد أمضى في الغربة معظم حياته، ولم يعد إلى (عدن) إلا في يونيو (1971م) من أجل تحرير أخيه الشيخ زيد بن علي الدعّاسي من سجن نظام عدن حينها بواسطة الوزير محمد صالح مطيع، وعاد حينها إلى المملكة السعودية وبمعيته أخوه المذكور، وابنا عمه هيثم قاسم عبدالقوي ومحمود خالد ناصر، الذين كانوا يخضعون لضغوط ومضايقات من السلطة آنذاك. وكانت عودته الأولى بعد الاستقلال والأخيرة في حياته إلى مسقط رأسه في أواخر حياته سنة (1413هـ - 1993م). وقد كان صاحب الترجمة متدينًا موحدًا محاربًا للمظاهر الشِّرْكية المتمثلة في الغلو بالقبور والأضرحة، لذا كان شرط عودته إلى مسقط رأسه أن يزيل الناس الضريح الذي كانوا يسمونه (علي شمسان) في قمة جبل الصحراء، وكان له الفضل بعد الله تعالى في إعمار جامع قرية (المعيان)، وهو أول مسجد بني في هذا العصر في قرى الأباقير كافة، بل وفي قرى العُمَري والمحرَّمي المجاورة لجبل الصحراء، وقد كانت في قرى هذه المناطق مساجد كثيرة صغيرة، وقديمة. وكان لهذا المسجد أثر كبير على الناس وانتشار التدين بفضل الله ثم بجهود الدعاة المؤسسين؛ وكانت له جهود طيبة في دعم بعض المشاريع الخيرية حتى توفي في مدينة (صنعاء) يوم الأربعاء غرة شهر المحرم سنة (1421هـ)، الموافق 4/4/2000م.
