آخر الإضافات
الموسوعة اليافعية

ناجي بن محمد بن عبدالرب المَنْصَري

ناجي بن محمد بن عبدالرب المَنْصَري

مناضل، وسياسي بارز، وأحد ضحايا النظام السابق في جنوب اليمن. وهو ناجي بن محمد بن عبدالرب بن ناصر المنصَري. ولد سنة (1928م) في قرية (الذَّنَبة) بوادي (خِيْرة) العليا، ودَرَس في مِعْلامة القرية، وبدأ حياته العملية عسكريًا في سلطنة يافع بني قاسد، وذلك في أواخر عهد السلطان عيدروس بن محسن العفيفي. وكان قائدًا لحرس جبل (الأَحْبوش) شمال غرب بلدة (جعار). وعندما انتفض السلطان (محمد بن عيدروس العفيفي) وانتقل إلى يافع الجبل سنة (1957م) كان صاحب الترجمة من مرافقيه إلى يافع، ومكث عنده في (القارة) ثم سافر معه إلى الشمال -آنذاك-، ثم سافر إلى جمهورية مصر العربية، والتحق بالكلية الحربية وتخرج برتبة ملازم أول، ثم عاد إلى شمال اليمن، وبعدها انتقل إلى (عدن) والتحق بحزب رابطة أبناء الجنوب العربي، وصار أمينًا عامًا مساعدًا لحزب الرابطة، وبعدها انضم إلى القطاع الفدائي سنة (1964م) في بداية مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن، وكان قياديًا في تلك المرحلة ومن الرعيل الأول لحزب (رابطة أبناء الجنوب العربي)، حتى جاء يوم الجلاء في 30 نوفمبر (1967م)، فسُلِّمت السلطة للجبهة القومية. وأُقصي حزب الرابطة في الجنوب كغيره من الأحزاب والتيارات الأخرى، وتشرَّدت كوادره السياسية والميدانية، وقد توجه صاحب الترجمة إلى شمال اليمن ، ومكث هناك بدءًا من سنة (1967م)، وبرز  زعيمًا سياسيًا وعسكريًا مثقفًا بما تعنيه الكلمة، جديرًا بتحمل أي مهام سياسية أو عسكرية، وهناك أُلقي القبض عليه وأُدخل السجن، وبقي فيه مدة ثلاث سنوات، عانى فيها من كل وسائل الحرمان. وحينما وصل المقدم إبراهيم محمد الحَمْدي إلى رئاسة الجمهورية في الشمال، أعلن الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وذلك في سنة (1974م). وكان صاحب الترجمة من المفرج عنهم، فُطِلَب للعودة إلى (عدن) من قِبَل القيادة السياسية في الجنوب في العام نفسه، حيث أوهموه أنهم سيعينونه سفيرًا لليمن الجنوبية في الخارج، فعاد في ذلك العام. فقام صاحب الترجمة بزيارة أهله في قريته، وبعدها بأسابيع قليلة ذهب إلى (عدن) لترتيب وضعه، وهناك اختفى فجأة!، ولم يعلم عنه أهله شيئًا، وبعد سنوات اتضح لأهله أنه كان معتقلًا في سجن (أمن الدولة) بمدينة (التَّوَّاهي)، وأنه بقي في السجن بين سنتي  (1974-1978م). وقد استلمت أسرته بلاغًا من بعض القيادات الأمنية الجنوبية بأنه عُثر عليه في إحدى الزنازين مقتولًا شنقًا، وأنه صُفِّي جسديًا في السجن ورغم الأدوار النضالية التي قام بها الشهيد ناجي المنصري في مرحلة الكفاح المسلح، والظلم العظيم الذي ناله بعد الاستقلال، إلا أنه منذ استشهاده في عام 1978م إلى اليوم لم يُعَد له  اعتباره، ولم تستلم أسرته أي تعويضات مادية أو معنوية، حيث تنكَّر له حزبه (الرابطة)، ولم ينلْ حقه من التكريم في عهد دولة الوحدة اليمنية.