آخر الإضافات
الموسوعة اليافعية

عَـبِد بن سالم المُخيَّري

عَـبِد بن سالم المُخيَّري

تربوي، ومتفقِّه، وأحد روَّاد التعليم الحديث في يافع في القرن الرابع عشر الهجري. وهو عَبِد بن سالم بن حيدرة بن جابر بن عبدالله بن سعيد بن صالح المخيَّري الجَلَّادي. ولد في قرية (الحاجِب) بجبل (مَوْفَجة)، في حدود سنة (1337هـ)، الموافق سنة (1919م)، وسافر وهو في حدود السابعة عشرة من عمره إلى (حضرموت)، وكان حريصًا على تحصيل العلم، فالتحق هناك بكُتَّاب لتعليم القراءة والكتابة، وحاول الاكتتاب في جيش السلطنة القُعيطية فلم يتمكن، ثم سافر إلى مدينة (حيدر أباد) في الهند ليلتحق بجمعدارية السلطان القعيطي هناك، وفيها تفقَّه على السيد عبدالله الحضرمي وأخذ عنه الفقه الشافعي والنحو وعلومًا أخرى. وكان يحب مدينة (حيدر أباد) التي كانت –آنذاك- ولاية إسلامية، قبل ثورة (غاندي) التي غيرت تاريخ الهند. والتحق في مدينة (حيدر أباد) بالجامعة العثمانية الإسلامية، ومنها تخرج بشهادة علمية، وحفظ القرآن الكريم أثناء دراسته وأجيز برواية حفص عن عاصم، وقد كان سلفي المعتقد سليمًا من مظاهر الشرك التي كانت منتشرة في المجتمع في تلك المرحلة، وكان متحررًا من التعصب المذهبي، ومعجبًا بشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وهذا التأثر كان من فترة إقامته في الهند. ولقي الشيخ العلامة عبدالرحمن المعلِّمي اليماني في حيدر أباد عندما كان موظفًا في مكتبة (المعارف) قبل أن ينتقل إلى (مكة)، ولكنه لم يتمكن من التتلمذ عليه وبعد أن تغيرت الحياة في الهند في إثر ثورة (غاندي) عاد صاحب الترجمة إلى موطنه سنة (1368هـ - 1949م) لا يحمل معه إلا كتبه القيِّمة التي جمعها طوال فترة إقامته هناك، وقد نهبت مكتبته في بلدة (الحصن) بعد ذلك، ولم يبقَ منها إلا القليل انضم إلى سلك التدريس في يافع الساحل بدءًا من سنة (1953م) مدرِّسًا في مدرسة جَعَار الابتدائية، وتنقَّل للتدريس بين بلدات (جعار)، و(الحصن)، و(الروَّا)، و(باتيس)، وعُرِف بين الناس إلى أن مات بلقب (الأستاذ) عاد بعد الاستقلال سنة (1968م) معلمًا في قريته في جبل (مَوْفَجة)، وأسس مدرستها في مسجد القرية، حتى بُنيت بعد ذلك مدرسة (الخَشناء) في أعلى القرية، فكان هو والأستاذ سعيد بن علي العُمَري الجَلَّادي أول معلِّميها ثم عاد إلى (أَبْيَن) للتدريس في مدارس البدو الرحَّل بين سنتي (1403- 1409هـ) الموافق (83-1989م) وهي السنة التي تقاعد فيها. وكُرِّم في عيد العلم سنة (1983م).

لزم بيته في آخر حياته مشتغلًا بالعبادة، وقد تمسك بعقيدته وصلته بالله –تعالى- طوال فترة حياته توفي في مستشفى الجمهورية بعدن إثر جلطة دماغية ضحى يوم الأربعاء أول ربيع الثاني سنة (1423هـ) الموافق 12/6/2002م، ودُفن في مقبرة مسجد الرحمن بمدينة المنصورة.