شاعر، وقائد عسكري، وشخصية اجتماعية. وهو العميد عبدالقوي بن عبدربه بن عبدالقوي بن شائف بن قاسم العلوي. ولد عام (1945م) في قرية (رهوة بن علي) في قمة جبل أهل علي، وتُوفي والده وهو جنين في بطن أمه، فقامت والدته وجدته بتربيته ثم عمه وعماته، وقد اشتغل في صباه برعي الأغنام وحراثة الأرض، ونظرًا للظروف المعيشية في ذلك الوقت لم يتمكن من التعلم في المعلامة. وفي بداية الستينيات من القرن العشرين الميلادي سافر برفقة عمه وجماعة من أبناء قريته إلى دولة (قَطَر) للعمل، ولصغر سنه لم يُقبل في المجال العسكري، فمكث هناك ستة أشهر، وعاد بعدها إلى الوطن. وعندما اندلعت ثورة 26سبتمبر 1962م سافر إلى شمال اليمن للدفاع عن الثورة مع عدد من رفاقه منهم: أحمد درويش الطالبي، وصالح حسين عثمان بن عبدالباقي، وصالح راجح نقيب البوبكري، ومكث عامًا كاملًا هناك، ثم عاد إلى مسقط رأسه في يافع وعمل حارسًا في مقر السلطنة في (القارة). وفي بداية سنة (1964م) سافر إلى (المكلَّا) والتحق بجيش السلطنة القُعيطية في 11/2/1964م. وفي هذه الفترة تعلَّم القراءة والكتابة وكان يطالع بعض كتب التاريخ والأدب مما زاد من ثقافته العامة. وبعد الاستقلال في عام (1967م) تحول عمله إلى الأمن العام بمحافظة (حضرموت). وبعد 22 يونيو 1969م حُوِّل إلى وزارة الدفاع (الجيش). وقد كان عضوًا في الجبهة القومية منذ سنة (1964م). وفي سنة (1981م) سافر إلى الاتحاد السوفيتي في دورة لمدة ستة أشهر، و كان عمله حينها في الأركان العامة للقوات المسلحة. وفي سنة (1982م) التحق بمعهد باذَيْب للعلوم الاشتراكية لمدة ثلاث سنوات، فتخرج سنة (1985م) بشهادة دبلوم بامتياز، ثم واصل عمله بعد التخرج في الدائرة السياسية للأركان العامة حتى نهاية سنة (1988م)، ثم انتقل للعمل في الاحتياط العام في مديرية يافع رُصُد، وشغل منصب قائد الاحتياط في المديرية إلى سنة (1994م). وبعد حرب سنة (1994م) كان من جملة القيادات والطاقات العسكرية التي أبعدت عن العمل في السلك العسكري وقد قضى أعوامه الأخيرة في قريته بين العبادة، والقيام بشؤون أسرته، فكان مؤذنًا لمسجد قريته، مواظبًا على أداء الفرائض. وقد كان صاحب الترجمة من مؤسسي جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين في مديرية يافع رُصُد، ومن النشطاء الأوائل في (الحِراك الجنوبي) عند انطلاقته سنة (2007م)، وهو يحمل عدة ميداليات، منها: ميدالية جيش التحرير، ووسام التفوق العلمي. ويحضى بالاحترام ممن عرفوه، وله بصمات في عمل الخير والإصلاح بين الناس. وقد كان يقول الشِّعر الشَّعْبي، وله كثير من الأشعار والزوامل، نقتطف منها قوله:
توكلت بك يا قاهر الظلْم والظلَمْ سميع الدعا يا من دعا لَيْك تسمعه
ويا مَنْ رَصَدْتَ الرزقْ باللوح والقلمْ تقنِّع نفوس البعض ذي ما تقنِّعه
وسالَك تجنِّبنا من الهمِّ والهرمْ تعِب ساعدي مما يخوض المصارعه
يقول العلوِّي حنّ والهاجس انتظم وعاده وصل مولى الدراويش ذي معه
وقوله في أخرى:
قال العلوي معيّا هاجسي مكسبْ ما لش كذا يا فؤادي اليوم زعلانه؟
لا رأسمالي ولا ببحث على منصب بهمّني هاجسي لا تغمض أعيانه
ومن زوامله قوله في مناسبة زواج عام 1994م:
ماشي حنق يا الوقت لا صبرتني ما اليوم سجلني بسجل الصابرين
صوبي من أيدي والوسيلة خنجري من صاب نفسه لا يلوم الآخرين
الأرض باقي والبشر متعاقبه يا كم على الدنيا بشر متعاقبين
ساعه تضحكّنا وساعة غاضبه لا أضحكتنا شهر بكتنا سنين.
توفي بعد ظهر يوم الجمعة 27 شوال 1430هـ الموافق 16/10/2009م . وله ابن واحد هو المهندس: محمد عبدالقوي.