مناضل، وشخصية قبلية. وهو الشيخ: زيد بن علي بن ناصر بن سليم بن الغريب الدَّعَّاسي، ولد في حدود سنة (1335هـ)، وكان أحد الوجاهات القبلية في كلد، وقد عمل جنديًا في جيش السلطنة القعيطية في حضرموت، وكان أبوه أحد مقادمة يافع بحضرموت، وقد كان صاحب الترجمة من مناصري السلطان محمد عيدروس في انتفاضته. وقد شارك في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن، وكان أحد مناضلي جبهة التحرير في فترة الكفاح المسلح، وترأس عقب الاستقلال مباشرة سنة (1967م) لجنة الإصلاح في مناطق (رَخَمة) و(الأباقير). واعتُقل من قِبَل النظام السابق في الجنوب سنة (1971م)، فقَدِم أخوه الشيخ ناصر علي الدعّاسي -الآتية ترجمته- من المملكة العربية السعودية، وسعى عبر الوزير محمد صالح مطيع لإطلاق سراحه، فنجح في ذلك، وقام بترحيله مع أبناء عمومته: هيثم قاسم عبدالقوي، ومحمود خالد ناصر إلى السعودية، وبقي صاحب الترجمة متنقلاً بين السعودية واليمن الشمالي -حينها- حتى تحققت الوحدة اليمنية سنة (1990م)، فعاد إلى مسقط رأسه، وأعلن عضويته في التنظيم الوحدوي الناصري، وترشح عن ذلك الحزب في دائرة منطقته الانتخابية في أول انتخابات تشريعية تُجرى بعد الوحدة في أبريل سنة (1993م)، فلم ينجح فيها، نظرًا لقوة مرشح الحزب الاشتراكي آنذاك، وقد استقال من عضوية ذلك الحزب فيما بعد. واشترك في ذلك العام في المجموعة التي فجَّرت ضريح (علي شمسان) في قمة جبل الصحراء، وفي الإشراف على بناء جامع (المعيان). وكانت له علاقات قوية مع كثير من القيادات السياسية والقبلية والأمنية في صنعاء، كالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وغيره.

وقد كان صاحب الترجمة من الطبقة المتعلمة في العهد القبلي، وكان يجيد نظم الشعر العامي، وله عدة أشعار متناثرة لم تُجمع بعد. وقد عاش السنوات الاخيرة من حياته في منزله بجبل الصحراء، حتى وافاه الأجل إثر نوبة إغماء تعرض لها يوم الجمعة 23 جمادى الثانية 1434هـ الموافق 3 مايو 2013م، فأُسعف إلى (عَدَن)، وفي الطريق مساء ذلك اليوم فاضت روحه إلى بارئها، ودُفن في مسقط رأسه في صباح اليوم التالي. وله أربعة أبناء، وأربع بنات.