تعاقبت على حضرموت عدد من الوفود اليافعية منها:
الوفد الأول: (وفد سيف بن ذي يزن):
لا نعرف بالتحديد أول نـزول يافعي إلى حضرموت، غير أن الأمر المؤكد أنها كانت أسرًا خرجت على شكل أفراد، إما للتجارة، وإما هروبًا من الثأر، وإما سياحة في الأرض، وقد ذكر بامطرف أن الوجود اليافعي كان في حضرموت منذ العهد الثاني للدولة الحميرية قبيل الإسلام، وهو الوفد الذي قدم به (سيف بن ذي يزن) ومعه الجيش الفارسي لتحرير اليمن من الأحباش(1)، واندرج على أقلام كتَّاب التاريخ الحضرمي بتسميتهم (يافع التلد)، وقد أبرمت يافع معاهدات التحالف وحسن الجوار مع القبائل المجاورة لمنطقتهم القطن ولعل من هذا الوفد تلك العائلات القديمة التي تنسب أصولها إلى يافع كـ(آل بامعس، وآل باجبع، وآل الجريدي، وبو زيدان، والبكيلي) وغيرهم، وهؤلاء قبائل قديمة موغلة في القدم(2).
الوفد الثاني: (وفد كلد):
في سنة 858هـ/ 1432م لجأ وفد من كلد إلى الشِّحْر بقيادة الشيخ مبارك الكلدي(3) مستنجدًا وطالبًا المساعدة من محمد بن سعيد الكندي (أبو دجانة) أمير الشِّحْر إثر الخلاف الذي حصل بين كلد وبني عمومتهم آل أحمد في عدن المحالفين للدولة الطاهرية، وقد حثوا الأمير الكندي الحضرمي على التوجه إلى عدن والاستيلاء عليها فأعد الكندي جيشًا خليطًا من قومه والمهرة ويافع والحموم وانطلق بهم في تسع سفن شراعية وهاجم بهم عدن، لكن عاصفة بحرية شتتت أسطوله حول عدن، فهزمه الطاهريون وأسروه، وكان ذلك سنة (862هـ/ 1457م)(4).
ويذهب ابن عبيدالله إلى أن وجود مبارك اليافعي مستشارًا للأمير أبي دجانة في الشِّحْر، يُعلم به تمكن يافع من الظهور على المسرح السياسي بحضرموت منذ القدم(5).
ولدينا إشارات أخرى لوجودهم وقبضهم لزمام الحكم في حضرموت قبيل تولي بو طويرق الحكم، ففي سنة 910هـ توفي بالشِّحْر السلطان عبدالله بن جعفر الكثيري (والد السلطانين محمد وبدر أبو طويرق)، فتولى حكم الشِّحْر من بعده ابنه محمد، وكانت غيل باوزير تابعة له، وينوب عنه فيها القائم مقام النقيب(6) (أحمد بن النقيب)، ويبدو أن هناك خلافًا بين الأخوين السلطان محمد وبدر على شئون الحكم، وقد انتهى بإبعاد الأول عن حكم حضرموت بما فيها الشِّحْر لصالح السلطان بدر حاكمًا لحضرموت الداخل والساحل، وكان من بين إجراءاته السياسية قيامه بإلقاء القبض على حاكم الغيل أحمد بن النقيب متهمًا إياه بالتواطؤ مع أخيه محمد ضده وزج به في السجن، ومن ثم عزله عن الخدمة وذلك في عام 927هـ/ 1520م(7).
الوفد الثالث: (وفد السلطان أبي طويرق)(8):
حرص السلطان بدر بن عبدالله أبو طويرق الكثيري (ت 976هـ) على أن يكون جيشه خليطًا من أجناس وقبائل متفرقة: من يافع وزيود وأتراك وغير ذلك(9). فتحالف في سنة 925هـ مع قبائل يافع في حضرموت ثم امتد نظره إلى قبيلة يافع في موطنها سرو حمير فسار إليها وعقد معها حلف المخوة(10) فأمدته يافع بخمسة آلاف مقاتل (11)، فسار بهم إلى حضرموت، ولما وصلوا إلى الشِّحْر تخلف عنه جماعة من يافع وأقاموا فيها، وسار بالبقية إلى دوعن وأبقى فيها جماعة من آل البكري واليزيدي والبطاطي، ثم سار إلى شبام وعلمت قبائل نهد بقدومهم فاحتشدت في بحران(12) لصدهم، والتقى الفريقان هناك، وكانت معركة عنيفة، وكان النصر حليف بدر ومن معه، وتخلف في بحران جماعة من بني بكر، ثم سار إلى شبام وسيطر عليها في شهر رجب 926هـ وحصَّنها بالموسطة، ثم سار إلى تريم وضمها سنة 927هـ، وعزل محمد بن أحمد بن جردان، واتخذ تريم مركزًا لدولته وحصنها برجال من يافع، وجعل عليها آل البعسي، وجعل في سيئون آل الضبي، وسار إلى هينن وضمها، ثم أرسل جماعة من يافع إلى السلطان محمد بن عبدالله بن جعفر الكثيري ليضمهم إلى الجيش لتعزيز الشِّحْر، ولتأمينها من غارات الأعداء وقطاع السبيل، وبهم أعاد أبو طويرق ملكه، وثبت سلطانه(13)، وأطلق عليهم لقب (النقباء)، وهي رتبة عسكرية، ووظيفة سياسية لممارسة العدالة(14) نيابة عنه، إلى جانب الحكم المطلق في نطاق الوظيفة المكلف بها كل نقيب في المنطقة التي وُضع فيها(15).
الوفد الرابع: (وفد السلطان بدر المردوف الكثيري):
وهو أكبر وفد قدم من يافع إلى حضرموت سنة 1117هـ، وكان ذلك على خلفية الاتفاق المبرم بين السلاطين في (العر) في الثاني من شوال سنة 1104هـ(16)، ويمكن أن نطلق عليه (مؤتمر السلاطين)، الذي اجتمعت فيه السلطنات الجنوبية، وتعاهدت على وجوب الدفاع عن البلاد، وحماية العباد من أي عدو صائل، وضرورة وحدة الكلمة مهما كلف ذلك من ثمن، ومهما كانت التضحيات، وقد حضره:
1- السلطان أحمد الرَّصَّاص وعشيرته (سلطنة بني الرَّصَّاص).
2- السلطان قحطان بن معوضة العفيفي سلطان بني قاصد.
3- السلطان صالح بن هرهرة سلطان بني مالك.
4- السلطان أحمد بن علي الفضلي (سلطنة الفضلي).
5- مشيخة المفلحي.
6- مشيخة الخلاقي في الشعيب.
وعلى خلفية ذلك الاتفاق كانت قبيلة يافع مهيأة لنجدة كل من يستنجد بها، فجاء السلطان بدر بن محمد المردوف الكثيري يطلب النصرة والمؤازرة والمدد من يافع ضد منافسيه من الأسرة الكثيرية والمد الزيدي الذي بدأ ينتشر في حضرموت، فلم يجد اليافعيون بدًّا من نجدة من استنجد بهم ولاذ بهم دون غيرهم، واختارهم من بين قبائل اليمن قاطبة، وبخاصة أنه جاءهم بوساطة دينية من قبل آل الشيخ أبي بكر بن سالم الذين يحضون بالتقدير والتبجيل من قبيلة يافع، فاستحث السادة (آل الشيخ أبي بكر) في أن يقنعوا يافع بمشروعه هذا، وفعلًا تحفز السادة لهذا الأمر، وأرسل أحد كبرائهم وهو السيد علي بن أحمد بن علي بن سالم بن أحمد بن حسين بن أبي بكر بن سالم مولى عينات الذي كان أصلًا يخوفه المد الزيدي أن يطغى على التصوف، فبادر لتلبية طلب المردوف للاستعانة بالنصرة اليافيعية، فكتب إلى شيوخ يافع يدعوهم فيها لنجدة حضرموت والقضاء على الزيدية فيها، وإنقاذ قبائل يافع القاطنة بها من بطش السلطان عمر بن جعفر الكثيري الذي انتحل مذهب الزيدية، فاقتنعت يافع بذلك، ولم تجد بُدًّا من قبول طلب الأمير الكثيري، ولا ردًا للوساطة الروحية(17)، أضف إلى ذلك صراع يافع المرير مع الزيود، وإجلاءهم من يافع وعدن وأبين والضالع، وبذلك استطاع المردوف أن يقنع سلاطين يافع بإرسال مقاتلة من عشيرتهم إلى حضرموت، وفق شروع المُخوة القبلية السائدة عندهم.
ففي سنة 1116هـ وصل السلطان بدر إلى أحور قادمًا من ظفار ومنها اتجه بعقائر إلى يافع العليا مقدمها للسلطان ناصر بن صالح بن هرهرة،(18) فاجتمعت القبائل اليافعية في المحجبة واختاروا جماعة منهم على رأسهم السلطان عمر بن صالح بن هرهرة - شقيق السلطان ناصر بن صالح بن هرهرة - والسلطان قحطان بن معوضة العفيفي، وفي يوم الإثنين أول القعدة 1117هـ تحركت الوفود اليافعية وباتوا في عنتر، ثم ساروا إلى سوق الثلاثاء بالموسطة وباتوا في ذي صُرَى، ثم ساروا إلى جوبة غالب، ثم ذهبوا إلى البيضاء منتصف ذي القعدة ومنها إلى نصاب، وفيها رحب السلطان صالح العولقي بهم ونصحهم بالعدول عن السفر والعودة إلى يافع لقلة عددهم وكثرة عدد أنصار السلطان عمر بن جعفر، لكنهم لم يرضخوا لذلك، وساروا حتى وصلوا وادي المشاجر وأرسلوا إلى العمودي فجاءهم بثلاثمائة رجل ومائة حمل من المؤن، واتفقوا أن يردوا كل ما أخذ من العمودي بعد القضاء على عمر بن جعفر، ثم وصلوا إلى عقبة الجحي وانضم إليهم من آل العمودي ومن الحالكة ومن آل باهبري وغيرهم نحو ألف مقاتل(19)، وتضامنت كثير من القبائل مع يافع لأنهم على خلاف مع السلطان عمر بن جعفر، ورغبة منهم في مواجهة المد الإمامي في حضرموت، وعرفانًا بقدرة يافع العسكرية؛ ولما لها من سبق في محاربة الزيدية وطردهم من يافع.
فلبَّت يافع دعوة المردوف بدر بن محمد الكثيري حينما استنجد بها على خصومه في حضرموت الموالين للإمام الزيدي، فخرجوا زرافات ووحدانًا، في جيش يزيد عدده عن ستة آلاف مقاتل(20).
بلغت الأنباء إلى السلطان عمر بن جعفر الكثيري بوصول بدر بن محمد المردوف ومعه قبائل يافع، فغادر الشِّحْر إلى سيئون وحشد أربعة آلاف مقاتل من الزيود وغيرهم، واتجه إلى بحران لصد الزحف القادم، وقد أرسل السلطان عمر بن هرهرة كتابًا إلى السلطان عمر بن جعفر أخبره أنهم لم يأتوا للقضاء على سلطته وإنما جاؤوا للقضاء على الزيود، فإذا انتهوا من ذلك عادوا إلى بلادهم، فرد عليهم أنه لا يسمح لهم بالتدخل في شؤون بلاده، والتقى الفريقان وبدأت المعركة في 10 محرم 1118هـ استخدمت فيها الأسلحة النارية والخناجر والسيوف، وقبيل غروب الشمس انسحبت فلول السلطان عمر بن جعفر تاركة عددًا كبيرًا من القتلى ومخلفة المؤن والذخائر، بعدها زحفت يافع وأنصارها إلى شبام فاستقبلوا بحفاوة، وجاء الشيخ أبو بكر بن سالم من عينات بالأعلام والطبول شاكرًا ليافع هذا الصنيع، وطالبًا منهم عدم المساس بالسلطان عمر بن جعفر(21).
وبعد معركة بحران انتهى الوجود الزيدي من حضرموت واستقرت الأحوال فيها لصالح السلطان بدر بن محمد الملقب بالمردوف الكثيري، الذي استعاد سلطانه وأخرج الزيود من بلاده، وحيئذ عاد السلطان عمر بن صالح بن هرهرة إلى يافع بمن رغب في العودة معه وذلك سنة 1119هـ، وفيه يقول قائلهم(22):
واجدادكـم من قبلكـم قـد أخرجـوا الزيـود قحطـان ذي خـذها
ذي قد مضـوا بأول زمـن والأتـراك حمـران الوجـن من المعسـال إلى سدة عدن
وبعد وفاة المردوف شهدت الساحة السياسية في حضرموت انفصامًا وانقسامًا بين الأسر الكثيرية، ولما قام بالأمر السلطان جعفر بن عمر الكثيري نافسه في الحكم السلطان جعفر بن عيسى بن بدر الكثيري، واشتد الخلاف بينهما، وكان الأخير له توجسات من سيطرة يافع على المشهد السياسي، فناوشهم في شبام وغيرها، فانتهز السلطان جعفر بن عمر هذا الحال وتحالف مع يافع ونهد والجعدة سنة 1145هـ وتواجه الطرفان في موقعة الغطيل، وهزم جعفر بن عيسى، وبموته انكمشت الدولة الكثيرية، ووجدت يافع نفسها بيدها أمر حضرموت، وكانوا موزعين على كل نواحي حضرموت، فقام كل فريق منهم بأمر ما تحت يديه، فآل أمر المكلا إلى بني ناخب، وأصبح أمر غيل با وزير للبعوس، وريدة المعارة لكلد، وغيل بن يمين للشناظير، وتريم للبعوس، وسيئون للظبي، وجفل للرباكي، وتريس وحورة وشبام للموسطة، ومريمة لبني بكر، ولحروم للقعيطي، وسدبة للجهوري، والهجرين لليزيدي، والقزة للبطاطي، وغيرها(23).
وقد كان لاستقرارهم في الشِّحْر والمناطق الأخرى دور كبير في تقوية نفوذهم، غير أن هناك عناصر أخرى من قبيلة يافع التلد لم تكن غريبة عن حضرموت كونها قديمة بحضرموت منذ عهد الدولة الحميرية الثانية سنة (575م)، وكان يافع التلد منذ قدومهم إلى حضرموت يعدون في نظر الحضارم قبيلة حضرمية، لها ما لهم، وعليها ما عليهم، وقد كانوا يتمركزون بكثرة في القطن(24).
الوفد الخامس: (وفد السلطنة القعيطية):
ولا نستطيع أن نسمي هذا وفدا بالمعنى العام وإنما هم أفراد تم الاستعانة بهم من قِبل الجَمَعْدَار عمر بن عوض القعيطي لنجدة الكسادي إثر التحالف الكسادي - القعيطي لرد هجمات آل كثير والتوسع في حضرموت سنة 1283هـ/ 1867م. وقد كان قدومهم من يافع على فترات انضووا خلالها في الجيش النظامي، والشرطة المسلحة للدولة القعيطية(25).
وتعد هذه المرحلة أهم مراحل التحول اليافعي داخل حضرموت، حيث حرص اليافعيين على تثبيت مكانتهم داخل الإطار الحضرمي، لا أن يكونوا بعيدًا عنه.
إلا إن هذا الوفد لم يكن الأخير وإنما استمر التواصل بين جبل يافع وحضرموت بتوافد أعداد وجماعات وأسر في جميع المراحل التي تلت هذه المرحلة حتى اليوم لأسباب متعددة.
**
(1) بامطرف: محمد عبدالقادر، الشهداء السبعة، دار الهمداني، عدن، ط2، 1983م، ص25- 26.
(2) الناخبي: الكوكب اللامع..، ص20.
(3) بامطرف: المختصر..، ص81.
(4) بامخرمة: الطيب بن عبدالله بن أحمد، (ت 947هـ/ 1540م)، قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر، تحقيق محمد يسلم عبدالنور، وزارة الثقافة، صنعاء، ط1، 2004م، ج3، ص3612- 3614؛ البكري: تاريخ حضرموت..، ج1، ص93؛ البكري: صلاح عبدالقادر، حضرموت وعدن وإمارات الجنوب العربي، مكتبة الإرشاد، جدة، 1960م، ص75؛ بامطرف: المختصر..، ص96- 97؛ باوزير: سعيد عوض، صفحات من التاريخ الحضرمي، دار الوفاق للدراسات والنشر، عدن، ط3، 2012م، ص151- 152.
(5) السقاف: بضائع..، ج2، ص126.
(6) النقيب: كالعريف على القوم، والمقدم عليهم، يتعرف وينقب على أخبارهم . والنقيب في اللغة الأمين والكفيل، وقيل النقيب الرئيس الكبير، وهي رتبة عسكرية، وقد عرفت بها بعض القبائل اليافعية منها: آل النقيب الموسطي، وآل النقيب الكسادي، وآل النقيب الكلدي وغيرهم. ينظر: ناصر: سامي ناصر مرجان، الإمارة الكسادية في حضرموت، دار الوفاق للدراسات والنشر، عدن، ط1، 2012م، هامش ص97.
(7) بامطرف: الشهداء السبعة، ص76- 79.
(8) باسنجلة: عبدالله بن محمد بن أحمد، تاريخ الشِّحْر، المسمى (العقد الثمين الفاخر في تاريخ القرن العاشر)، تحقيق عبدالله محمد الحبشي، مكتبة الإرشاد، صنعاء، ط1، 2007م، ص129.
(9) باوزير: سعيد عوض، صفحات من التاريخ الحضرمي، مكتبة الثقافة، عدن، بدون تاريخ، ص120، 181.
(10) المُخوَّة: أن تطلب قبيلة ما من قبيلة أخرى نصرتها والوقوف إلى جانبها ضد كل ما يهدد مصالحها وذلك على ضوء المخوَّة، الذي لا تدخل شروطه ضمن عملية التعويض سواء بالمال أو بالعين، فشرط المخوَّة يُلزِم القبلية المنقذة الوقوف إلى جنب القبيلة التي استنصرتها بكل ما هو ضروري لدحر العدو مهما كلف الأمر من تضحيات وخسائر مادية أو بشرية، ولا يُلزِم القبيلة المستنصرة بدفع أي تعويض مادي أو ما شابهه للقبيلة التي وقفت إلى جانبها، لأن المخوة تشترط الوحدة المستديمة ،والتآخي بين القبيلتين المتحالفتين، بحيث تكونان أخوة وشركاء في كل صغير وكبير، خيرا كان أو شرا، بل تعتبران أراضيهما واحدة والحق واحد، كما لا يحق للطرف المستنجد التنصل عن مخوَّته للطرف الآخر الذي أبدى تضحية من أجله، فالمخوة باقية لا تنتهي بانتهاء القضية. وهي بخلاف عرف (العروة) الذي ينتهي بانتهاء القضية، ويلزم القبيلة المستنجدة دفع تعويضات مالية للقبيلة التي وقفت إلى جانبها، فإذا لم يكن لديها مال أقطعتها أراضي أو أي تعوضات أخرى.
وهذا العرفان (المخوة والعروة) شرطان أساسيان للنصرة عند يافع، وللمستنصر أن يختار أي منهما، وقد اختار بدر أبو طويرق حلف المخوَّة فقدمت قبائل يافع دمائها وأموالها لنصرته ونصرة قضيته.
انظر: ابن سبعة، نصر صالح حسين هيثم، من ينابيع تاريخنا اليمني، ص 44-45، بتصرف واختصار.
(11) البكري: تاريخ حضرموت..، ج2، ص97.
(12) بحران: فضاء واسع معروف غرب وادي حضرموت وصفها ابن عبيدالله بقوله: «وهو فلاة واسعة لا حجر فيها ولا شجر فيها كان انهزام السلطان بدر بن عبدالله الكثيري من جيش الصفي أحمد بن الحسن سنة 1070هـ وفيها كان انهزام السلطان عمر بن جعفر الكثيري من يافع آخر سنة 1117هـ ولهذا كانت مضرب المثل.. فقيل أين بك يا شارد بحران». ينظر: السقاف: إدام القوت..، ط المنهاج، ص462.
(13) البكري: تاريخ حضرموت..، ج2، ص98؛ البكري: حضرموت وعدن..، ص77.
(14) العدالة: وظيفة دينية تابعة للقضاء ومن موارد تصريفه، وحقيقتها القيام عن إذن القاضي بالشهادة بين الناس، وتولي الدفاع عن حقوقهم، والمطالبة بها، وسائر أعمالهم ومعاملاتهم، وتذكر التواريخ الحضرمية أنه يقال: عدّل المدينة الفلانية حكمها جعلها وثيقة على الوفاء لحاكم آخر بالوفاء والسمع والطاعة، أو عدم الاعتداء. ينظر: بامطرف: المختصر..، ص75.
(15) مقابلة شخصية مع الوالد علي بن صالح الكلدي، 90 عامًا، العليب - ريدة المعارة، 2008م.
(16) الناخبي: عبدالله بن أحمد، رحلة إلى يافع أو يافع في أدوار التاريخ، شركة دار العلم للطباعة والنشر، جدة، السعودية، ط1، 1990م، ص76.
(17) الناخبي: رحلة إلى يافع..، ص70.
(18) شهاب: حسن صالح، يافع في عهد سلطان آل عفيف وآل هرهرة، مركز الشرعبي، صنعاء، ط1، 2001م، ص50.
(19) ينظر: السقاف: بضائع..، ج2، ص131.
(20) الناخبي: رحلة إلى يافع..، ص70.
(21) ينظر: السقاف: بضائع..، ج2، ص132- 133.
(22) الناخبي: رحلة إلى يافع..، ص71.
(23) البكري: حضرموت وعدن..، ص99.
(24) بامطرف: الشهداء السبعة، ص12.
(25) بامطرف: في سبيل الحكم، ص51.