آخر الإضافات
الموسوعة اليافعية

التركيب الاجتماعي في حضرموت

التركيب الاجتماعي في حضرموت(1)

ينقسم المجتمع في أنحاء كثيرة من الجزيرة العربية إلى فئات وطبقات مرتبة في تدرج معين شغلت الكثير من الدارسين والمفكرين عبر العصور(2)، إلا أن المجتمع الحضرمي يشكل حالة فريدة من التقارب بين شرائحه المختلفة فهو أقرب في سماته من المجتمع الحضري في نسيجه الاجتماعي المتراكب المترابط ولعلنا نعرض هنا لأهم شرائح المجتمع التي من أبرزها:

أولًا: السادة (العلويين):

وهم أبناء فاطمة الزهراء: (الحسن والحسين)، ويخرج منهم من كان هاشميًا من غير أبناء الحسن والحسين، أو مطّلبيًا فيدرج ضمن المشايخ.

وأغلب السادة في حضرموت هم من الحسينيين، وقد جاء أحمد بن عيسى المهاجر سنة 318هـ جد العلويين (الحسينيين) إلى حضرموت وتناسل أبناؤه من بعده، وتفرعوا إلى أسر منهم - على سبيل المثال لا الحصر -: آل الشيخ أبي بكر بن سالم، وآل الحامد، وآل السقاف، وآل الكاف، وآل عيديد، وآل العطاس، وآل المحضار، وآل البار، وآل البيتي، وآخرون. أما أبناء الحسن فهم قليل جدًا ومنهم: الجيلاني والحسني وبن شعيب وآل بركات(3)، وغيرها .

وشكَّل العلويون من حيث العدد إحدى القبائل الكبيرة في حضرموت، وقد برز الكثير منهم وقدَّموا إسهامات عظيمة ما تزال بارزة في التاريخ الحضرمي، وكان لهم دور كبير في نشر العلم والإسلام والمذهب الشافعي؛ بل في كافة مجالات الأدب والثقافة والعلوم الدينية والاجتماعية(4).

ونظرًا لقربهم من النبي r، فقد كانت لهم وجاهة لدى قبائل حضرموت، خاصة المناصب منهم، مثل: آل الشيخ أبي بكر بن سالم وجاهتهم على يافع  والمناهيل والمهرة، وآل العطاس لدى الجعدة ونهد، وآل العيدروس على الشنافر وآل تميم(5).

ثانيًا: المشايخ:

وهم قبائل مختلفة الأصول، كثيرة الفروع، وهم اتحاد عشائري جمعهم رابط العلم ردفًا للسادة، ويعرفون بـ(المشايخ) أو (الفقهاء)، وكان للفقهاء دور بارز في حمل العلم، والدعوة إلى الله، وهم بين هاشميين، ومطلبيين - من غير أبناء الحسن والحسين - وكندة وحمير ممن طرحوا السلاح، وحملوا العلم، وسعوا به بين الناس. ومن أشهر بيوتاتهم على سبيل المثال: آل الخطيب، آل باعباد، آل باحنان، آل العمودي، آل باشراحيل، آل باجمال، آل بافضل، آل بازرعة، آل باوزير، آل باجابر.

ثالثًا: القبائل:

هم حملة السلاح، ويدخل فيهم حملة السلاح من سيبان ونوح كندة وحمير ويافع ، وحضرموت البلد والقبيلة، وتطلق لفظة القبيلي أيضًا على الذين انتقلوا من حياة البادية إلى حياة المثوى، وهم يحملون السلاح(6)، والقَبْيَلة أو القَبْوَلة عبارة عن مجموعة من المزايا الرفيعة الشأن لا تختلف عن معاني الفروسية في القرون الوسطى، فيربأ القبيلي بنفسه عن الحانثين بالعهود، وأن يجتنب الظلم والباطل، ويسعى لإحقاق الحق(7).

ويافع حضرموت جزء لا يتجزأ من مجموع القبائل الحضرمية التي تشكل التركيبة الاجتماعية للمجتمع الحضرمي، فهي كغيرها من القبائل الحميرية والكندية ومن ينتسبون إلى حضرموت القبيلة، أو حضرموت البلد، وهم جزء من نسيج هذا البلد.

رابعًا: الحضر والقرويين:

وهم خليط من الناس ومن بعض القبائل المتحضرة التي تركت السلاح، وامتهنت الزراعة والصيد وبعض الحرف اليدوية الأخرى، وغيرهم.

**

(1) يبلغ عدد سكان محافظة حضرموت وجزيزة سقطرى وفقًا لنتائج التعداد السكاني لعام 2004م (1028556) نسمة، (تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء  http://www.cso-yemen.org.).

(2) الجريسي: خالد بن عبدالرحمن، العصبية القبلية من المنظور الإسلامي، ط1، 2006م، بدون دار نشر، ص63.

(3) وثائق السادة آل بركات ببروم.

(4) عكاشة: قيام السلطنة القعيطية..، ص20.

(5) الجعيدي: عبدالله سعيد، الأوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية في حضرموت (1918- 1945م)، دار الوفاق للدراسات والنشر، عدن، ط2، 2010م، ص44.

(6) الصبان: عبدالقادر محمد، عادات وتقاليد بالأحقاف، مطبوع بالإستنسل، سيئون، 1979م، ص39.

(7) بامطرف: المعلم عبدالحق، ص204.